في سابقة دولية فريدة من نوعها أكدت المملكة العربية السعودية حرصها على مستقبل البشرية والعالم أجمع وذلك من خلال مسارعتها لتنظيم قمة استثنائية لمجموعة العشرين والتي انطلقت يوم الخميس الماضي برئاسة خادم الحرمين الشريفين -يحفظه الله-، وقد سيطرموضوع مكافحة جائحة فيروس كورونا المستجد على مواضيع القمة والتي تناولت الآليات التي يجب تطبيقها دولياً لتجاوز تبعات هذه الأزمة بسلام وبأقل الخسائرالبشرية والمادية.
جاءت كلمة خادم الحرمين الشريفين -يحفظه الله- في تلك القمة والتي تضم أقوى وأكبر اقتصاديات العالم لتكون بمثابة خارطة طريق لكثير من الخطوات التي يجب أن يتم اتباعها من أجل مواجهة تلك الجائحة، وشددت في بدايتها على أهمية تكثيف الجهود من أجل إيجاد لقاح خاص بذلك الفيروس باعتبار تلك الخطوة مهمة وعاجلة خصوصاً وأن هذه الجائحة لاتزال تخلِّف خسائر في الأرواح البشرية كما تلحق المعاناة بالعديد من مواطني دول العالم وتؤثر على اقتصاديات دول العالم وأسواقها المالية والتجارية وسلاسل الإمدادات العالمية مما يساهم في عرقلة عجلة النمو والتنمية، وهو ما يستوجب التكاتف والعمل معاً لإنهاء هذه الأزمة الإنسانية.
لقد جاءت تلك الدعوة من قبل المملكة انطلاقاً من ريادتها العالمية وحرصاً منها على الاستقرار العالمي في ظل الظروف الراهنة واستشعاراً منها بأهمية تكثيف الجهود الدولية المبذولة لمكافحة الفيروس خصوصاً في ظل الأزمة الاقتصادية الحادة التي تسببت في خسائر مالية كبرى من المتوقع أن تجر العالم إلى كساد اقتصادي، إذ أوضح التقرير التقني لمؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية بأن انكماشاً بنسبة 2% في إنتاج الصين له آثار مضاعفة تظهر على مجمل انسياب الاقتصاد العالمي.
إن وجود هذا الفيروس يهدد الأمن الصحي لكل دول العالم خصوصاً وأن وتيرة اجتياحه لكل دول العالم تتسارع فقد تجاوز عدد المصابين حتى يوم أمس نصف مليون مصاب وقتل قرابة 25 ألفاً، ولذلك كان لابد أن تعمل كافة دول العالم مع بعضها البعض لتبني حلول فاعلة وشاملة مع الأخذ بالاعتبار إمكانات الدول الأقل نمواً والتي تواجه تلك الجائحة بإمكانات محدودة وذلك في سبيل تحقيق آمال شعوب العالم والتي تتطلع إلى إنقاذها من سطوة تلك الجائحة.
لقد كانت قمة العشرين الاستثنائية نوعية ساهمت في توزيع المسؤوليات على الجميع للتغلب على تلك الجائحة وذلك من خلال جهد جماعي موحد لإنقاذ البشرية وعبر قرارات حازمة تتسم بالشمول والجدية والالتزام بمد يد العون للدول النامية للمساعدة في دعمهم وتحسين البنية التحتية والمساهمة في إعفاء الدول الأشد فقراً في العالم من الديون مما يعكس الدور الإنساني الذي اعتادت المملكة أن تقدمه في كل الظروف حرصاً منها على رفع المعاناة عن كل دول العالم.