عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (أَلَا كُلُّكُمْ رَاعٍ، وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، فَالْأَمِيرُ الَّذِي عَلَى النَّاسِ رَاعٍ، وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالرَّجُلُ رَاعٍ عَلَى أَهْلِ بَيْتِهِ، وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْهُمْ، وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ عَلَى بَيْتِ بَعْلِهَا وَوَلَدِهِ، وَهِيَ مَسْئُولَةٌ عَنْهُمْ، وَالْعَبْدُ رَاعٍ عَلَى مَالِ سَيِّدِهِ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْهُ، أَلَا فَكُلُّكُمْ رَاعٍ، وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ).
نعم كلنا مسئولون وكلنا تحت هذه المسئوليات ولنا أدوارنا في حياتنا وأسرتنا ومجتمعاتنا، مهما اختلفت أو تغير حجمها فهي أولاً وأخيراً تظل مسئولية، ولعل تجربتنا القهرية بأزمة كورونا التي يواجهها العالم بكل طاقته وموارده وقدراته المادية والبشرية خير دليل، وقد صمدت دول وانهارت دول أمام هذه الجائحة غير المسبوقة، حتى باتت بعض الدول في انهيار طبي ترتب عليه الكثير من المآسي الانسانية التي مر عليها زمن بتاريخنا.
وبحمد الله وفضله علينا أن سخر لنا قيادة حكيمة واعية سارعت باتخاذ الإجراءات الاحترازية التي بأمر الله خففت هذه الجائحة على وطننا، وكان لنا السبق على كثير من الدول التي كنا نظن أنها تسبقنا في التعامل مع الأزمات وتداركها ولكن الواقع أثبت بأننا نعمل وفق منظومة متميزة قادرة على التصدي وأن لدينا كوادر بشرية نفتخر بهم في كل المجالات الأمنية والطبية والخدمات المساندة بكافة أجهزتها في أرجاء الوطن، نثق بأدوارهم وطبيعة أعمالهم ومسئولياتهم الكبيرة.
ونحن بدورنا كمواطنين لنا من المسئوليات الهامة، وأدوار مختلفة أهمها الالتزام بالتعليمات الصادرة من الجهات الرسمية والعمل بموجبها، وأولها البقاء في منازلنا وهذه مسئولية كبيرة لحماية أنفسنا أولاً ثم من حولنا وحماية مجتمعنا وبلدنا، وحقيقة أثبت الكثيرون منا هذا الالتزام قولاً وعملاً، حاملين دور المسئولية بكل صورها ومعانيها.
وشاهدنا المبادرات المميزة والمختلفة في استخدام التقنية لإكمال الأعمال الحكومية وأيضاً في القطاعات الأخرى، وكذلك دور أصحاب الخبرات في التعامل مع الأزمات والمساعدة على تجاوزها، وظهور خدمات لوجستية مبتكرة في توفير الخدمات بكافتها.
كلنا مسؤول شعار لكل مواطن ومقيم على أرض هذا الوطن في كافة أرجائه، يحمل الوطنية والانتماء، لتجاوز هذه المرحلة الصعبة التي سنتجاوزها معاً حكومة وشعبا يداً بيد وصفاً واحداً، والله الحافظ للجميع.