مازالت معظم المجتمعات العربية تتناقل الأخبار والإشاعات والمواضيع المختلفة بما فيها الأمور الدينية وحتى الأمور الطبية فيما بينهم على مبدأ: يقول لك!!، وطبعاً أدوات التواصل الاجتماعي ساعدت على توسع هذا المبدأ بشكل كبير وملحوظ ومبالغ فيه، وجميعنا مررنا بهذا المبدأ إما قولاً أو استماعاً ومارسناه منذ مراحل مبكرة بين دوائر اجتماعية مختلفة، كبرنا وكبر معنا هذا المبدأ ولازمنا، وبالتالي الدوائر اتسعت وأصبح مبدأ (يقول لك) محوراً لمعظم أحاديثنا ونقلنا للأحداث بموجب هذه النظرية الفكرية، والتي نظن بموجبها أننا غير مسئولين عن صحة ما ننقل والاكتفاء بدور الناقل له فقط.
معظم برامج التواصل تقوم على نظرية (يقول لك)، معتمدة على سرعة النقل للخبر أو المعلومة دون أي عناء للتأكد أو حتى أكثر من ذلك يكون الناقل نفسه لم يقرأ بتمعن كافٍ لما ينقل، والأكثر من ذلك عجباً أنه يصدق الخبر ويتولى مهمة النشر ويقول لك!!
كنت أظن أن المستوى التعليمي أو المستوى الفكري يحد من هذه الظاهرة، ولكن مع الأسف يقع في هذا الفخ الكثيرون منا دون أي مبرر وافٍ لنا،
ولا أظن أني أبالغ عند القول بأن معظم المجموعات التي نتشارك بها في مواقع التواصل الاجتماعي تحمل هذه الصور وتؤكد هذه الظاهرة بشكل واقعي ويومي، ولا أدري الى متى سوف نستمر بهذا الأمر دون أدنى مسئولية في تناقل الأخبار والمعلومات المغلوطة، حتى أصبح هناك الكثير من الملل في المتابعة والمشاركة ضمن هذه المجموعات الاجتماعية.
ورغم أن الجهات الرسمية تحذر دائماً من هذا الأمر وخصوصاً في المعلومات الأمنية والطبية ونشر الإشاعات إلا أن البعض يظل غير مبالٍ فيما ينشر أو ينقل ويظن بأنه يحقق السبق في ذلك ولكنه سرعان ما يتضح له عكس ذلك ثم ينفي ثم يعتذر ثم يندم، ولكن سرعان ما يعاود الكرَّة مرة أخرى وأخرى، معتقداً بأنه يضمن دوراً مهماً في المجموعات المختلفة بأنه مصدر للمعلومات المختلفة، ولكن الحقيقة الواجب معرفتها بأنه يصبح مع الوقت يعبر عن نفسه ومدى سذاجته في طريقة تلقي المعلومات ومن ثم نشرها، وبالتالي يتم تجاهل كل ما يرسل ومن ثم يتم تجاهله هو شخصياً من قبل الجميع ويوسم بعلامات وعبارات متنوعة وهو السبب الأساسي في ذلك.
ومع كل ذلك الأمر بسيط جداً لتلافي مبدأ يقول لك وهو الاكتفاء بتوقف نقل أي معلومات أو أخبار وأن لكل خبر أو معلومة مصادرها الموثقة والمتاحة للجميع للوصول إليها دون الحاجة لأي شخص آخر، ولا تكن جزءاً من التناقل، والمعلومة الصحيحة سوف تصلك آجلاً أم عاجلاً من مصادرها.