* التعاون هو المساعدة على الحق ابتغاء الأجر من الله، وديننا الإسلامي دين التعاون والتراحم، قال تعالى (وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان)، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى)، ويقول شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- (حياة بني آدم وعيشهم في الدنيا لا يتم إلا بمعاونة بعضهم لبعض).
* إن قضاء الحوائج وصنع المعروف باب شامل لكل الأمور الحسية والمعنوية التي دعا الإسلام إليها وحث المسلمين على فعلها والسعي فيها لما في ذلك من إرساء عرى الأخوة والعلاقات لما فيه الخير، قال صلى الله عليه وسلم: (أحب الناس إلى الله أنفعهم للناس، وأحب الأعمال إلى الله-عز وجل- سرور تدخله على مسلم أو تكشف عنه كربة أو تقضي عنه دينًا أو تطرد عنه جوعًا، ولأن أمشي مع أخ في حاجة أحب إليّ من أن أعتكف في هذا المسجد شهرًا، ومن كف غضبه ستر الله عورته، ومن كظم غيظه ولو شاء أن يمضيه أمضاه ملأ الله قلبه رضا يوم القيامة، ومن مشى مع أخيه في حاجة حتى تهيأ له أثبت الله قدميه يوم تزول الأقدام).
* وبناء على ما سبق إيراده من آيات وأحاديث شريفة تحض على التعاون في الخير، فمن الواجب أن نشير إلى أنه في أيامنا هذه يتوجب علينا جميعًا التعاون والتآزر وتفقد من حولنا في مجتمعنا خاصة من أنهكتهم ظروف الحياة ومتطلباتها في هذه الفترة التي نعيشها التي لا تخلو من بعض الضغط والاحتياج في شتى أمور الحياة المعيشية والاجتماعية، ولعل التجار وأرباب الشركات والبنوك يكون لهم أيضًا دور فاعل وايجابي خلال هذه الحقبة، فالدولة أيدها الله لم تقصر وبذلت الغالي والنفيس بكل الوسائل، وبقي دور التجار والأثرياء وأرباب الشركات الكبرى والبنوك ليكونوا داعمين بالشكل الإيجابي المتوقع منهم فالمرحلة تتطلب دعمهم بعيدًا عن التربح أو الكسب أو استغلال الظروف مما يضيق على الناس.
* للإمام الشافعي -رحمه الله-:
الناس بالناس ما دام الحياء بهم
والسعد -لا شك- تارات وهبات
وأفضل الناس ما بين الورى رجل
تُقضى على يده للناس حاجات
قد مات قوم وما ماتت مكارمهم
وعاش قوم وهم في الناس أموات