إن الزائر للصيدلية الألمانية وبعض دول أوروبا يلاحظ أن مكونات أدويتها من الأعشاب الطبيعية ونادرًا ما يستخدمون المواد الكيماوية في معالجة مرضاهم والتي أثبتت ضررها أكثر من نفعها، وهم من يقومون بصناعة الدواء، وشركات أدويتهم العملاقة هي المسيطرة على الأسواق العالمية، وتتحين الفرص لتسويق منتجاتها خاصة للدول الغنية، وتستغل المناسبات مثل مواسم الحج والعمرة لتسويق بعض منتجاتها نحو دول الخليج العربية، لأن الأعداد فيها مليونية، والقوى الشرائية فيها كبيرة، وحكوماتها لا تبخل أو تتردد لحظة في خدمة مواطنيها بتوفير القدر الكافي من الدواء.
نطمح أن نرى أكاديمية وطنية للطب البديل، لاسيما وأن لدينا كوادر وطنية عالية المكانة، وعلى مستوى علمي رفيع، وسمعة عالمية أمثال الأستاذ الدكتور جابر سالم القحطاني بجامعة الملك سعود الذي يشار إليه بالبنان في التداوي بالأعشاب، وبعض الباحثين في مركز الملك فهد للعلوم الطبية بجامعة الملك عبدالعزيز، وغيرهم كثر من المتخصصين في هذا المجال من أبناء هذا الوطن المعطاء.
فمهمة الأكاديمية تدريس وإعداد الشباب السعودي لكي يصبحوا كوادر وطنية مهيأة من الباحثين، والأطباء، والصيادلة، ليكونوا صمام أمان في استخدام الأعشاب ومكوناتها، عوضًا عن الكيماويات التي نستوردها من الخارج بمئات المليارات من الدولارات، حتى أصبحنا لقمة سائغة لشركات الأدوية التي تبالغ في أسعارها، وتخفض محتويات مكونات أدويتها إلى الحد الأدنى لاستمرار الطلب عليها مثل اللقاحات، بل إن بعضًا منها مغشوش ولا يقدم لنا سوى الوهم والعلاج غير الناجع.
إن لنا في الطب النبوي خير دليل على التداوي بالأعشاب والمكونات العشبية الطبيعية، والعسل، عوضًا عن الكيماويات وما يصاحبها من تأثيرات سلبية على جسم الإنسان، فهي تعالج مرضًا وتدمر عدة أعضاء أخرى لتضارب مكوناتها الكيماوية مع بعضها البعض، كما يجب أن تكون الأعشاب المستخدمة بنسب مقننة، حسب ضوابط علمية مدروسة، ولا يترك الأمر لمن هب ودب لممارسة هذه العلاجات بطرق عشوائية لا يستفاد منها، والتي قد يكون ضررها أكثر من نفعها، كما نطمح أن تنشأ مصانع متخصصة لصناعة الدواء في بلادنا، لمثل هذه الدراسات وما ينتج عنها من أدوية ولقاحات مختلفة.