* وضع نجوم (عيد وسعيد) مسلسلهم وبجهودهم الذاتية، وبإمكانات محدودة في صدارة (الأكثر مشاهدة)، كممثلين موهوبين في عمل درامي ناجح، ولا أدل على ذلك من كم المشاهدات، والترقب الدائم لجديد فريق بدأ من الصفر، ووصل القمة، ولازال لنجاحهم، وإبداعهم بقية.
* ذلك النجاح الذي يؤكد على حقيقة أن (الموهبة) تُنمى ولا تصنع، وأن من يبحثون اليوم عن موضع قدم في وهج هذا النجاح الذي تحقق لعيد وسعيد، جدير بأن يوجه لهم تساؤل: أين أنتم من بداياتهم؟ ولماذا لم تُمد إليهم يد دعمكم وهم يدفعون من جيوبهم لإخراج هذه (التحفة) الفنية المقبولة شعبياً، والمغضوب عليها تحت عدسة التنظير الأكاديمي؟!
* ثم لا أجد أي مبرر لأن يُنسب نجاحهم إلى من لم يكن لهم في مسيرة عيد وسعيد أي حضور مادي أو معنوي، وأبطال عيد وسعيد يدركون ذلك جيداً، وهم من بذلوا من أوقاتهم، وأموالهم ما لا يمكن لأحد أن يتفضل عليهم في ذلك بشيء، وإلا لكانت أسماؤهم تتصدر (تتر) المسلسل عرفاناً، وشكراً لما قدموه لهم.
* هذه الحقيقة لا يمتعض منها سوى من اعتاد (التسلق) على أكتاف الناجحين، والاستثمار الشخصي في جهود الآخرين، اشباعاً لعقدة نقص أزلية لا تجد فيما تمارسه أي حرج، حتى وإن كان السبيل تعب الآخرين، وسهرهم، وما يدفعونه من حر مالهم؛ لإخراج عمل هو اليوم (الأول) بدون منافس، حتى مع وجود محاولات الاستنساخ، التي لم تنجح في أخذ مكان عمل (ثقيل) من الصعوبة بمكان إزاحته عن موضع صدارته.
* فيما جاء خروج الفنان أحمد الزهراني (مبارك) من فريق هذا العمل بما يمكن اعتباره (صدعًا) فنيًا كبيرًا في بناء عمل درامي كان فيه (مبارك) صاحب حضور بماركة إبداع خاصة، وأحسب أنه تفوق في تقديم شخصية الأخ والعم كما يجب، حد ألا تجد فيما يقدمه أي هنة (تَصنُّع)، وهذا ما يفسر بقاء مكانه شاغراً، حتى مع محاولات فريق العمل رأب ذلك الصدع، وسد تلك الهوة الفنية الكبيرة، من خلال إضافة شخصيات أو الاستغراق في تقديم شخصياتهم بإضافة ما لا تحتمل، وبما يمثل (خروجاً عن النص)، حتى وإن كان المبرر سد فجوة خروج مبارك.
* ومن جهة أخرى ربما لم يحسب لها فريق العمل أي حساب، وهو ما يمثله خروج مبارك من ترسيخ لحقيقة اجتماعية تتمثل في الخلاف بين الإخوة، وعدم تدخل المصلحين (الناصحين) لإنهاء ذلك الخلاف، في وقت تظل (شخصية) مبارك شخصية أصيلة، في عمل درامي ناجح، تجاوزت سمعته الحدود، وما درع اليوتيوب إلا تتويج لذلك النجاح، وهو تميز يدفعني كأحد متابعيه إلى مخاطبة القحم سعيد ورفاقه: لأجل جماهير جمعهم إبداعكم أعيدوا (مبارك)، الذي أثق -رغم إصراره- أنه سيقدر ذلك، سيما وأن عودته تمثل لتلك الجماهير العاشقة لمسحة إبداعه (عيد) في مسلسل عيد وسعيد، وعلمي وسلامتكم.