Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
إبراهيم محمد باداود

رسالة إلى مخالفي منع التجول

A A
في كل يوم يؤكد المتحدث باسم وزارة الصحة عند إعلان نتائج عدد الإصابات بأن أسباب كثير من تلك الإصابات هو المخالطة ويشدد أثناء حديثه بضرورة الالتزام بتطبيق كافة الإجراءات الاحترازية التي قامت بها الدولة والتدابير الوقائية للحد من انتشار فايروس كورونا المستجد وفي مقدمة تلك الإجراءات البعد عن التجمعات على كل المستويات والتشديد على البقاء في المنازل والالتزام بأنظمة منع التجول حفاظاً على صحتهم وسلامتهم، مشيراً إلى أن كثيراً من الأرواح يمكن أن تهدر بسبب عدم الالتزام بتلك الأنظمة والتساهل والاستهتار وعدم التعاون مع الجهات المختصة بهذا الشأن، ومثل تلك الإجراءات ليست محلية ولا تقتصر علينا في المملكة بل هي إجراءات دولية تنادي بها معظم الحكومات اليوم ولا توجد نصيحة يتم تداولها اليوم حول العالم للسيطرة والحد من انتشار فيروس كورونا الجديد أكثر من نصيحة البقاء في المنزل وعدم الخروج إلا للضرورة القصوى.

مؤخراً أعلنت الجهات الأمنية في عدد من مناطق المملكة عن قبضها على 34 مواطناً ومقيماً من المخالفين لأمر منع التجول في عدد من مناطق المملكة، وقد قبضت شرطة منطقة الرياض على مواطنين ظهرا في مقطع فيديو في مخالفة لأمر منع التجول ولم يكتفيا بذلك بل كانا يقودان بطريقة متهورة داخل حي سكني متباهيين بذلك من خلال التصوير والنشر كما تكررت بعض حالات الخروج أثناء فترة منع التجول في بعض مناطق المملكة وتم القبض على المخالفين.

لابد على جميع أفراد المجتمع أن يعوا أن هذه المخالفة اليوم لا تضر المخالف فقط بل تضر كافة أفراد المجتمع وفي مقدمة أولئك ذوو المخالف نفسه، وعلى المخالف أن يعي أيضاً أنه ليس محصناً أو محمياً أو بمنأى عن الإصابة بالفايروس فهو قد يصاب بالفايروس ولا يعلم بالإصابة إلا متأخراً وبعد أن يكون قد نقل العدوى إلى العشرات من أفراد عائلته إن لم يكن المئات من حوله، وعلى المخالف أن يعي أن هذه التصرفات ليست مخالفة بسيطة يمكن التجاوز عنها بل هي مساس بالأمن الصحي الوطني والذي يمكن أن يتأثر في حال وصول عدد الحالات إلى مستويات كبرى -لا سمح الله- ليس بمقدور القطاع الصحي الحالي استيعابها.

ليعلم المخالف أن نصف العالم اليوم محتجزاً في منازلهم أو أماكن حجر، وليعلم بأن خروجه لا يعد مخالفة فقط بل قد يكون جريمة لأن نقل العدوى من خلاله قد يساهم في قتل أحد الأبرياء، فضلاً عن أن الالتزام بمنع التجول وهو ليس فقط واجباً وطنياً بل دينياً للحفاظ على سلامة الآخرين وهو ما أكدته الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء بشأن الأهمية البالغة للتقيد بالتعليمات والتنظيمات التي تصدرها الجهات المختصة لمواجهة جائحة كورونا والحد من آثارها.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store