بلغني الله وإياكم شهر رمضان الكريم غير فاقدين ولا مفقودين وجعلني الله وإياكم من عتقائه من النار، يسكن في هذه الأرض ما يقارب ١,٩ مليار مسلم ويتوقع بحول الله أن يصلوا في نهاية هذا العام إلى ملياري مسلم لكن ليست العبرة في العدد بل في رسوخ العقيدة فقد نجد من ضمن فئاتهم من قد حصل على أعلى الشهادات الدنيوية وهو لا يعرف الوضوء الذي يدخله للصلاة ولا يعلم أركان الصلاة من واجباتها وتمضي به الأيام وهو لم يسجد فيها لله سجدة واحدة، ونجد أيضًا أولاده يقلدون فعله ولا يصلُّون (فينشأُ ناشئ الفتيان منا على ما عوّده أبوه) ولا يربطه بالإسلام أي رابط سوى الاسم المكتوب في هويته أنه مسلم.. وعلى الطرف الآخر النقيض من زاد في العبادة صورة ويفتقد الفضائل في تعاملاته فوقعنا بين إفراط وتفريط والله تعالى يقول (وَأَقِيمُوا الوَزْنَ بِالقِسْطِ وَلَا تُخْسِرُوا المِيزَانَ) ولو تأملنا قليلا في حياتنا وتعاملنا مع الله لوجدنا كأن وباء جائحة كورونا أتى ليعيد للبشرية توازنها الذي فُقد منها فأغلقت المساجد في أراضي الإسلام ليتسنى للمسلمين تقوية يقينهم بالله الخالق وليرفع صوت الأذان في باريس وبرلين ليصبح الإسلام هو الديانة الأولى عالميًا فسبحانه العظيم القهار الذي لا شيء أعظم منه، لم نأته طوعًا فأتى بنا قهرًا، لم نعبده حق عبادته فأرانا عجائب مقدرته في زمن التكنولوجيا الخارقة والتحول الرقمي فانقلب العالم رأسًا على عقب لتقف كل هذه التقنية وجميع هذه العلوم عاجزة عن مواجهة فايروس، فاللهم كما أريتنا عجائب قدرتك فأرنا عجائب عفوك.