* (كورونا أنا ما فيه خوف) بهذا المنطق اللا مسؤول يتعامل غالبية الوافدين قاطني الأحياء الشعبية مع جائحة كورونا، وهو ما يفسر بجلاء تزايد عدد الحالات، في وقت تبذل الجهات المسؤولة الجهد الكبير تجاه مكافحته، والمتأمل في كل الإجراءات المتخذة يدرك حجم ذلك الجهد، ومع ذلك يُسجل مؤشر الرصد تصاعداً في زيادة عدد الحالات؟!
* وما من تفسير لذلك إلا ما أظهره أولئك من (عنجهية)، وعناد، وعدم اكتراث بعواقب (لا مبالاتهم)، بل وعدم استجابتهم لكل النداءات، والإجراءات، في أحياء موبوءة بهم من قبل كورونا، فكيف يُراد منهم -بدون الحزم- أن يتجاوبوا، وهم من اعتادوا عدم الاهتمام بالنظافة، وأما لبس الكمامات، والقفازات، والتعقيم، فهذا شأن لا يخطر لهم على بال.
* أحياء شعبية من يدخلها ينسى أنه في مدينة، ومظاهر من يشاهدها أنا على ثقة من أنها ستعيده إلى ما قبل خمسين عاماً، أزقة ضيقة، ومنازل متداخلة، والكل يمشي لا تعلم من أين، وإلى أين، وما إصرارهم على ممارسة حياتهم اليومية رغم الحظر، إلا مثال واضح على أن الخلاص من هذا الوباء أمامه فترة ليست بالقصيرة، في ظل (تخلف) العقليات القاطنة في تلك الأحياء.
* فهذا يرى أنه إذا (ملأ معدته) فإن كورونا لن يجد إليه سبيلاً، وآخر ينظر إلى كورونا كمصارع فقط أين الحلبة، وإلا فكورونا (أنا ما فيه خوف)، وثالث يرى ما اتخذ من إجراءات في الحرمين الشريفين، والمساجد، وتعليق الجُمع والجماعات، ومع ذلك يُصر على: بما أنه يُصلي فلن يصيبه كورونا، وآخر لا يعنيه كورونا أبداً، فهو جاء ليأكل عيش، والمشكلة حسب زعمه ليست في كورونا، المشكلة أن يجلس بدون شغل؟!
* وقس على ذلك ما لا يعلمه إلا الله من عقليات وافدين ينظرون إلى هذا الوطن على أنه (بزنس)، أما الخوف عليه أو الاستجابة لكل ما يتخذ من إجراءات وضعت حماية للمواطن، والمقيم على حد سواء، فذلك خارج اهتماماتهم، وهو ما يفرض اتخاذ إجراءات تكون من القوة بحيث تردع هذا الانفلات الحاصل منهم، وتوقف نزيف الجهود الحاصل بسببهم .
* فليس من المقبول أبداً أن يكون الاتجاه العام نحو هدف (تصفير) عداد الحالات المسجلة، ويكون هؤلاء كشوكة الخاصرة، تخطو الجهات المعنية نحو النجاح خطوة، ويعيدون الوضع بعدم تعاونهم، وإهمالهم أو قل (عنجهيتهم) خطوات إلى الوراء، فمتى بالله عليكم يُصفر عداد الحالات؟!
* إن الوضع في ظل وباء كورونا، وبما يكتنفه من خطورة، وما أحدثه من (شلل) أقعد العالم، أكبر وأخطر من أن يُبحث عن تبرير أو أعذار لكل من يسير في الاتجاه المعاكس لمكافحته، والحد من انتشاره، وهنا كما نستنكر، وبقوة كل ما أظهره أولئك الوافدون من عدم الاكتراث بخطر كورونا، فإن من الواجب عدم غض الطرف عمن آواهم، ومن جاء بهم، ولم يسأل عنهم، تأملوا أحبتي بيت بشار بن برد: (متى يبلغ البنيانُ يوماً تمامه إذا كنتَ تبنيه وغيرُك يهدم) أسقطوه على واقع كورونا، وتعامل الوافدين -خاصة- مع توجيهات، وإجراءات مكافحته، ففيه برأيي ما يصف ويشف، وفي ذات السياق هاكم: (فلو ألفُ بانٍ خلفهم هادمٌ كفى، فكيف ببانٍ خلفهُ ألفُ هادمِ)، وعلمي وسلامتكم.