شددت هيئات الموانئ والجهات المسؤولة عن المنافذ البحرية اجراءات الرقابة الصحية على السفن العملاقة والعبارات البحرية بعد اكتشاف حالات إصابة عدة بكورونا المستجد على مرتاديها خاصة في الأسابيع الأولى لانتشار الفيروس، وجاءت أغرب قصص تفشي فيروس كورونا المستجد (COVID-19) عبر السفن العملاقة في البحار سواء الحربية أو السياحية، وكذلك العبارات والرحلات النيلية، ورفضت العديد من الدول استقبالها خوفًا من انتقال الفيروس وانتشاره، وحالت الإمكانيات وعدم الخبرة في التعامل مع انتشار فيروس كورونا، بأعداد كبيرة من الإصابات وكذلك الوفيات على متن السفن والعبارات في عرض البحر.
أمير الألماس أول ضحية لكورونا المستجد
رحلت سفينة أميرة الألماس في 20 يناير من يوكوهاما، وصعد السفينة راكب يبلغ من العمر ثمانين عامًا في يوكوهاما ونزل منها في هونغ كونغ، حيث ظهرت نتائج تحليل فيروس كورونا المستجد إيجابية، وفي 4 فبراير، أعلنت السلطات عن نتائج إيجابية لتحليل عشرة أشخاص على متن السفينة، وقررت إلغاء هذه الرحلة ووضع السفينة في الحجر الصحي.
في 11 فبراير، أظهرت نتائج تحليل الفيروس 39 حالة إيجابية أخرى، من بينهم ضابط بالحجر الصحي، ما جعل العدد الكلي 174، ويُذكر أن الحالات المؤكدة من الركاب أُخذت إلى الشاطئ كي تتلقى العلاج، وفي يوم 17 فبراير، أكدت وزارة الصحة والعمل والرعاية الاجتماعية عن وجود 99 حالة مؤكدة أخرى، رافعة العدد الكلي للمصابين إلى 454، من بينهم 33 من طاقم العمل، في 18 فبراير، ظهرت 88 حالة أخرى مؤكدة، وهكذا يكون العدد الكلي 542 حالة إصابة توفى منها 7 حالات.
سفينة «وورلد دريم» من الصين
انطلقت سفينة وورلد دريم السياحية من غوانغدونغ في الصين إلى نها ترانغ ودا ناغ في فيتنام وعلى متنها 6903 من بينهم 108 من هوبي، منهم 28 من ووهان، وفي 2 فبراير، غادرت السفينة متجهة إلى تايوان على متنها نحو 3800، وأعلنت حكومة غوانغدونغ رسميًا أنه تأكد إصابة ثلاثة ركاب سابقين من رحلة فيتنام بفيروس «كورونا المستجد» بعد ترجلهم من السفينة، كما ظهرت 12 حالة مؤكدة ذات صلة بالرحلة البحرية منهم واحد من طاقم العمل الأرضي الذي عمل مؤقتًا على السفينة وأربعة أقارب للركاب. وفي 4 فبراير عادت السفينة إلى الصين وتم وُضع الثلاثة آلاف وثمانمائة شخص من الركاب وطاقم العمل في الحجر الصحي في محطة كاي تاك البحرية، ورُفع الحجر الصحي في 9 فبراير 2020 بعدما أظهر تحليل وجود الفيروس نتيجة سلبية لكل أفراد طاقم العمل الذين يبلغ عددهم 1800، لم يُختبر معظم الركاب لأنهم لم يكونوا على اتصال بالركاب الصينيين المصابين الذين كانوا على متن السفينة.
رحلة نيلية تحولت لكابوس مصري
تحولت رحلة نيلية انطلقت من محافظة أسوان إلى الأقصر، إلى كابوس «كورونا المستجد» عندما تسلل إلى ركاب الباخرة المصرية خلال نزهتهم، والتي أعلن فيها اكتشاف 12 إصابة لعمال مصريين كانوا على متن الباخرة المتجه من أسوان إلى الأقصر، وارتفع العدد ليبلغ إجمالي المصابين في تلك الرحلة حتى الآن 45 إصابة مؤكدة، وهي الرحلة التي نقلت الفيروس إلى مصر، وبدأت القصة من سيدة تايوانية من أصل أمريكي كانت على متن الباخرة وهي مصابة، فانتقل الفيروس منها إلى من معها في تلك الرحلة.
وقالت وزارة الصحة المصرية في بيانها: إنه فور عودة السائحة التايوانية من أصل أمريكي وفور عودتها إلى بلادها تم ورود معلومات من منظمة الصحة العالمية باكتشاف إصابتها بفيروس الكورونا، وأنها الحالة الأساسية المسببة للعدوي للحالات التي تم اكتشافها (index case)، وقامت الوزارة باتخاذ كافة الإجراءات الوقائية والاحترازية حيال المخالطين للحالة وعمل الفحوصات اللازمة وعزل المصابين داخل الحجر الصحي بمستشفى النجيلة بمطروح، كما تم حجز الباخرة الموبوءة.
كورونا العصي على الانكسار حتى الآن، تسلل إلى أماكن لم يكن في حسبان البشر أنه قادر على الوصول إليها، مثل السفن في البحار، وأعلنت البحرية الأمريكية أن عدد الإصابات بالفيروس بين أفراد طاقم حاملة الطائرات «ثيودور روزفلت» النووية قد ارتفع بالإجمالي إلى 550 حالة.
وترجح صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية أن بحارة «ثيودور روزفلت» التقطوا الفيروس عندما كانت حاملة الطائرات الشهيرة راسية في ميناء دا نانغ بفيتنام، في 5 مارس الماضي، علمًا أن هذه هي ثاني زيارة تقوم بها حاملة طائرات أمريكية لذلك البلد منذ نهاية حرب فيتنام.
وأمضى العشرات من البحارة ليلة واحدة على الأقل في فيتنام، وعادت «روزفلت» إلى البحر، بحسب «نيويورك تايمز»، وبقي البحارة تحت المراقبة الطبية، ولأن «كوفيد 19» أشبه بقنبلة موقوتة فإن 14 يومًا على الأقل تحتاجها الأعراض للبدء في الظهور، وخلال تلك الأيام الـ14، حلقت الطائرات داخل وخارج السفينة، وجلبت الإمدادات من اليابان والفلبين، ثم جاء الإعلان الصارخ عبر مكبرات الصوت على مستوى السفينة كلها فجر يوم 24 مارس، حيث كانت الناقلة تبحر عبر غرب المحيط الهادئ.
وسرعان ما عرف الجميع أن ثلاثة من البحارة أثبتت إصابتهم بالفيروس، بدأ التفشي في قسم المفاعل النووي للسفينة، حيث كان طاقمه مسؤولاً عن إدارة قلب السفينة: المفاعلات النووية، وتم نقل الثلاثة من السفينة إلى مستشفى تابع للبحرية في غوام، وهي جزيرة تقع في غرب المحيط الهادئ، وأرض أمريكية تقع في مجموعة جزر ماريانا، يوجد فيها قاعدة بحرية وجوية حيوية لواشنطن في المحيط الهادئ.
وبعد يومين، أي في 26 مارس، رست «روزفلت» في غوام، وبدأ اختبار كوفيد 19 لجميع أفراد الطاقم الذين سجلت إصابات بين 550، و»روزفلت» هي بين 4 سفن للبحرية الأمريكية ضربتها جائحة كورونا مع «رونالد ريغان» و»كارل فينسن» و»نيميتس».
السفن السياحية.. رحلات ترفيهية حوَّلها «كورونا « لقصص مأساوية
تاريخ النشر: 28 أبريل 2020 23:00 KSA
A A