مر ومازال يجوب أرجاء بلادنا الحبيبة فيروس كورونا الخبيث، وبالطبع لسنا الوحيدين في ذلك بل نحن ضمن دول العالم التي اجتاحها وفعل في الجميع كل الأفاعيل كإصابته المباشرة للكثير من البشر وما خلَّفه لهم من الألم والمعاناة ووفاة البعض، وما خلَّفه لذويهم من ألم وحزن كما استطاع أن يهز اقتصادات العالم وغيَّر الكثير من المفاهيم التي كنا نظن أنها مثالية ولم يفرِّق في غزوه بين غني وفقير وعامل وصاحب عمل وصغير وكبير حيث جاء هذا الفيروس فسجن العالم في بيوتهم وأصاب الكثير من البشر بالهلع والوسواس وأغلق المؤسسات وأوقف حركة الطيران وأغلق كل أماكن التموين والتسوق والترفيه، وحتماً أن هذا الفيروس سيذهب كما ذهب ما قبله من البلاءات، فهكذا هي سنن الله في أرضه وإنفاذاً لوعده سبحانه حينما قال (إن مع العسر يسراً) لكن حتماً سيترك الكثير من الآثار في مختلف المجالات الحياتية.
ثم يبقى السؤال الذي يتسع باتساع هذا الكوكب الكبير الذي يحمل سكانه من البشر، هذا السؤال هو: وماذا بعد كورونا؟.
حتماً إن الإجابة عليه لا تخص فئة معينة أو دولة محددة بل هي مستوجبة من كل الفئات والبلدان وخاصة تلك البلدان التي تستوعب الدروس المستفادة من بعده وتحولها إلى خطط مستقبلية ستكون من خلال إعادة النظر في الكثير من الأنظمة والخطط المستقبلية في المجالات الاقتصادية والاجتماعية والصحية وغيرها وحتى فيما يخص العلاقة مع الدول الخارجية والعلاقة بين المواطنين في الداخل وغير ذلك من الأمور، وستعيد بلورتها وصياغتها ويقيني أن مرحلة هذا الفيروس ستفرز الكثير من الدروس المستقبلية في مختلف المجالات الحياتية وحتى فيما يخص الجوانب الاجتماعية كترك بعض العادات والتقاليد المتقادمة وفي الجانب النفسي ستترك الكثير من الأمراض النفسية التي يستوجب أن تؤخذ في الاعتبار، كما سيكون لها الكثير من الأثر على القيم والسلوكيات الاجتماعية.
وحتما إن حكومتنا الرشيدة رعاها الله ستفيد من تلك الدروس وخاصة أن بعض المؤشرات بدأت تظهر لتصبح واقعاً ملموساً ضمن خطط المستقبل، وسيتبع ذلك الكثير بإذن الله تعالى.. والله من وراء القصد.