* الجمعيات الخيرية، وما أداركم ما الجمعيات الخيرية، فالحديث عما تقوم به من دور يأتي في سياق: كثيره قليل، هذا في فترة ما قبل كورونا، فما بالكم بما تقوم به اليوم، وقد فرضت ظروف كورونا واقعاً جديداً يتطلب منها أضعاف ما كانت تقوم به من جهد قبله.
* ومع ذلك فقد دخلت تلك الجمعيات في سباق مع الزمن، وإنني على ثقة من أنها واكبت هذا الظرف العصيب بما يُسهم في تخفيف وطأته على كل محتاج، وما تلك المبادرات التي تطلق هنا، وهناك على امتداد رقعة الجمعيات الخيرية إلا تأكيد أن وتيرة العمل، والجهد لم تتراجع بل أخذت خطوات واسعة للأمام.
* وهو ما يتماشى مع طبيعة ظرف زيادة المحتاجين، وحاجتهم الشديدة إلى من يمد لهم يد العون، فانطلقت تلك المبادرات الخيرية، التي تهدف إلى أن يمر منتسبو تلك الجمعيات من هذه الموجة العالمية بسلام، وهو ما يضع تلك الجمعيات أمام تحد عصيب، هي معه أحوج ما يكون إلى مد يد العون من كل المقتدرين، فالمساهمة المجتمعية رافد هام في استمرارية أداء تلك الجمعيات كما هو المؤمل منها.
* وما انطلاق مبادرات خلاقة تعضد تلك الجهود كما هي مبادرة (برًا بمكة)، التي وجه بها مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة الأمير خالد الفيصل، وهي مبادرة تهدف إلى مد يد العون للأفراد، والأسر المحتاجة، وذوي الإعاقة، وأصحاب الأعمال المتأثرة في فترة منع التجول إلا مثال واضح، وبالأرقام كم هو عظيم ذلك الدور الذي تقوم به تلك الجمعيات الفاعلة، وتلك المبادرات (طوق النجاة).
* فلكم أن تتأملوا أن هذه الحملة المباركة سجلت في مدينة (جدة) في الفترة من 8 شعبان – 3 رمضان 2093 متبرعاًا، بمجموع 748450 عملية تبرع، استفاد منها 377167 أسرة ومستفيداً، ولكم أن تتوقفوا بتأمل أعمق عند رقم المسجلين في الحملة البالغ 147042 شخصاً، وقد تنوعت التبرعات ما بين سلال غذائية، وأجهزة، وسداد ديون، وفواتير كهرباء، وخدمات علاجية، وتسكين.
* أرأيتم كم هو الدور عظيم، وكم هي فاعلية تلك الجمعيات، والمبادرات، ومدى ما تقدمه من خدمات تستهدف من ليس لهم بعد الله إلا ما تجود به أيدي المحسنين، دون أن نغفل ما تقدمه الدولة- أيدها الله- من دعم يستهدف أولئك المحتاجين، فيما يظل باب الدعم مشرعاً أمام الجميع، وتذكروا أن تلك الجمعيات، والمبادرات أولى بريال يُعرف من أين أتى، وفيما ينفق، من ريال معلوم يوضع في يد مجهول، وعلمي وسلامتكم.