يحكي مسلسل «البرنس» قصة أب ترك وصيته لابنه المحبب لنفسه عن باقي إخوته الذين كانوا يعاملون أبيهم أسوأ معاملة في حياته.. وبعد مماته كتب كل ما يملك لولده الذي كان يرعاه حق رعايته.
هكذا تبدأ الأحداث مشوّقة وترتفع سخونتها دراميًا باجتماع الإخوة على التخلّص من أخيهم ومن زوجته وطفليه في حادث مدبر في أبشع صورة من صور الانتقام غير الإنساني وكأن كاتب المسلسل اقتبس بعضًا من أحداث قصة يوسف عليه السلام مع إخوته والتي بدأت بحلم ومحاولة إخوته التخلّص منه.
وقد بلغ مسلسل البرنس ذروته في الحلقة التاسعة خصوصًا بعد أن سمعت الأم التي تؤدي دورها الفنانة «سلوى عثمان» بأن ابنتها «عبير» التي تتقمص شخصيتها الفنانة رحاب الجمل وباقي إخوتها هم من تسببوا في مقتل أخيهم «رضوان البرنس» والذي جسده الفنان النجم محمد رمضان والصدمة كانت قوية على الأم جدًا حين سمعت مكالمة ابنتها عبير والتي كانت مفاجأة صادمة بالنسبة لها بأن ترى أفذاذ أكبادها هم السبب الرئيس في ما حدث لأخيهم غير الشقيق من والدهم المتوفى حامد البرنس والذي لعب دوره النجم الكبير عبد العزيز مخيون.
أما أخوهم فتحي والذي أبدع في دوره الفنان أحمد زاهر خصوصًا في مشهد الوصية وزوجته الثانية والتي أتقنتها الفنانة روجينا في دور مختلف ومن حلقة بالمسلسل إلى حلقة تتطور شخصيتها دراميًا لتكشف مفاجآت قادمة لم تخطر على بال المتابعين في حين ظهر البرنس محمد رمضان في دور البطولة ليغير خارطة مسلسلات رمضان في دراميتها وأحداثها المشوّقة، وبات النقاد يتساءلون هل مسلسل البرنس لمحمد رمضان أسقط مسلسل فلانتينو للزعيم عادل إمام فنيًا؟ رغم أن قصة المسلسلين مختلفة وكأنها في فلانتينو تحكي حياة البذخ وفساد المدارس الخاصة وقصة البرنس تحكي واقعًا معايشًا في حارات مصر القريبة من هموم الشعب وقوتهم اليومي.
وما يحسب لمخرج العمل محمد سامي أنه أخرج كل طاقات الممثلين بشكل احترافي ومبهر ومن ذلك مشهد الفنانة سلوى عثمان في أقوى دور لها جمعت فيه جميع الأدوار المركبة من حزن وخوف إلى حالة فنية مختلفة هي الأخرى وهذا لا يتقنه إلا الكبار. فحين وقفت فجأة عن البكاء شعرت أنها ستسقط لكنها عادت لتبرز حالة فنية أخرى بدل الخوف عليهم وتأنيبهم إلى الخوف منهم.