في بادرة فاعلة وجه صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة بالبدء عاجلاً في مشروعي تطوير (غاري حراء وثور) بالعاصمة المقدسة والاستفادة من قرار منع التجول بسبب جائحة كورونا للبدء في تنفيذ المشروعين وسرعة إنجازهما.. وهكذا هم القادة يحولون المحن إلى منح وفرص ثمينة للاستثمار في البناء الوطني.
وإن كان الهدف من هذه المبادرة إزالة التشوهات البصرية المحدثة على مدار السنين في الموقعين والقضاء على السلوكيات المخالفة التي يقوم بها بعض الزوار والحجاج.. وإزالة الصبات الاسمنتية، ومظلات الزنك والاخشاب وإنشاء عدد من المرافق التي تخدم الزوار، فإننا أيضاً نتمنى تطوير الغارين على أعلى مستوى ثقافي، وعلمي، وتقني بحيث يشمل المشروع استخدام تقنيات ووسائط ثقافية، وأفلام علمية وتوعوية عن كل منهما ومكانتهما التاريخية.. وأنهما ليسا مكان للتبرك والعبادة وإنما تذكر لعظمة الرسول الكريم في تبليغ الدعوة واستلهام لحقيقة هذا الدين العظيم، والرحلة المقدسة للمدينة المنورة وأثر ذلك في تمكين الرسالة الإسلامية.. لأن إثراء التجربة الدينية والثقافية أحد أهم الأهداف الإستراتيجية في برنامج خدمة ضيوف الرحمن المرتكز على رؤية 2030م، وضرورة تهيئة تلك المواقع وإتاحة أفضل الخدمات للمرافق بمستوى عالمي.
بل اقترح أن تقوم هيئة الثقافة بإدخال الغارين ضمن التراث العالمي في (اليونسكو) للمحافظة عليهما وأن تكون هناك لجنة محلية تعمل على اتباع أسس تخطيطية وتنفيذية لإدارة فعالة للموقعين بالإضافة إلى متابعة الاهتمام بالمساجد والمواقع التاريخية الأخرى في مكة المكرمة.
ولأن الجائحة لازالت مستمرة فياليت أيضاً نستفيد من الوقت في إعادة سفلتة شوارع العاصمة المقدسة وطرقاتها التي تآكلت طبقاتها الاسفلتية وبقيت على الحجارة التي بدورها أخذت تحفر وتنخر في عجلات السيارات والمطبات التي تفكك أذرعها وتعرضها للتلف السريع.. بل ضرورة إزالة السيارات التالفة في الأحياء والتي تشوه منظر المدينة بل أصبحت مأوى للفئران والنفايات وتعريض السكان للأوبئة والأمراض.
وحقيقة أعجبت جدًا بما قامت به أمانة جدة باستغلال أوقات منع التجول وقيامها بمعالجة (28,400م2 من الحفر) إضافة إلى إصلاح 73 طريقًا و23 لوحة إرشادية - حسب صحيفة مكة الأربعاء 15/4/2020م - بل قامت بإصلاح الأرصفة إضافة إلى سفلتة (297.500م2) جديدة وصيانة الحدائق حيث تمت زراعة مساحات خضراء تزيد مساحتها على (23.550م2) وتهذيب 395 من الأشجار وزراعة 373 شجرة جديدة.. وأعتقد أن مكة المكرمة تحتاج إلى مثل هذه المبادرات فكلنا أمل في معالي أمين العاصمة المقدسة المهندس محمد القويحص والذي جاء بهمة عالية اتخاذ إجراءات مماثلة لخدمة سكان مكة المكرمة وقاصديها من الحجاج والمعتمرين.
ولأن الجائحة لازالت مستمرة ولا نعرف المدى الذي ستستغرقه ويتساءل الكثيرون عن (موسم الحج) فأهل مكة عمومًا وأهل الطوافة خصوصًا يسري في دمهم عشق خدمة حجاج بيت الله الحرام.. ونبقى في قلق وتوتر دائم ونستلطف الله بأن يزيل هذا الوباء عنا وعن المسلمين ونفرح بقدوم حجاج بيت الله الحرام ونزف إليهم أرقى خدماتنا التي عاهدنا الله عليها، وتعاهدنا مع معالي وزير الحج والعمرة د. محمد صالح بنتن بالمتابعة؛ فمن الحكمة استغلال الفرصة أيضًا من الجهات المعنية بتطوير مكة المكرمة والمشاعر المقدسة والقيام بصورة عاجلة بإعادة بناء البنى التحتية في المشاعر المقدسة وخاصة في منى والتي تشكل الخيام بصورتها الحالية (الامتداد الأفقي) عجز كبير في استيعاب الأعداد المتزايدة من الحجاج.. فنحول هذه المحنة إلى فرص ذهبية.