هي المدينة النبوية على ساكنها أفضل الصلاة وأتم التسليم، مدينتي التي تشتاق روحي لها في كل لحظة وحين وقلبي معلق بها، طالت أيام البعد عنك وما باليد حيلة إلا الانتظار وترقب الفرج لعله يكون قريبًا، فتهدأ وتسكن روحي واتنفس هواك العليل الطيب المبارك وأصلي في مسجد الحبيب شفيع الأمة محمد سيد الأولين والآخرين عليه أفضل الصلوات والسلام واستشعر في كل لحظة أقضيها بين جنباته عظم نعمة القرب منك وبأنني أنتمي اليك وافخر بأنني ولدت وتربيت وعشت حياتي على ثراك وأرجو الله ان يكون آخر أيامي فيك وأدفن في بقيع الغرقد.
منذ طفولتي المبكرة كلما أقبلت على الحرم أحلق في فضاء الكون الفسيح وأبتهل لربي أن أكون من أهل الجوار الذين اختارتهم المدينة لسكناها والذين تحبهم ويحبونها.. آخر كلمات جدي -رحمه الله- لي لازلت اتذكرها وهو يقول كما قال النبي عليه الصلاة والسلام (المدينة خير لهم لو كانوا يعلمون).
وردتني رسالة تناقلها الناس عبر مواقع التواصل الاجتماعي تتحدث عن مدينة الحب، نعم مدينة ليست كغيرها من المدن استقبلت نبيها بحب وعاش فيها المهاجرون والأنصار بحب، مدينة جبلها يعرف الحب ويهتز شوقًا وفرحًا بنبيه أنه جبل أحد الذي ما مررت به يومًا إلا واقشعر بدني لأنني استشعر فيه الحياة وهو ليس حجارًا عادية بل حجار تشعر وتحس وترتجف حبًا وعشقا.. مدينة تعطرت بالحب منذ وطأها سيد البشر وأكرمها الله بمثواه وجسده الطاهر، مدينة يستشعر كل مسلم على وجه الأرض انه كلما صلى على نبيه يرد عليه السلام وتبقى روحه الطاهرة تعطر كل مكان.. مدينة فيها قطعة من الجنة في الروضة الشريفة المباركة ووادي العقيق الوادي المبارك ووادي بطحان على ترعة من ترع الجنة.
كرم الله لأهل المدينة عظيم فهنيئًا لهم ان الله جل في علاه اختار لهم خير خلقه ليكون بينهم ومعهم حيًا وميتًا، وانه يدافع عنهم ويحميهم ومن ارادهم بسوء أذابه الله كما يذوب الملح في الماء.. هي من تختار أهلها وهي من اصطفاها ربي بضعفي ما في مكة من بركة بدعوة النبي المبارك.. مدينة يؤجر فيها المرء على كل شيء حتى على نومه وعيشه وصبره على لأوائها ومن مات فيها نال شرف شفاعة النبي محمد.. ما أعظمه من شرف ومن مكانة كبيرة يصطفي الله فيها من يشاء من عباده فهنيئًا لكم أهل المدينة وطاب مقامكم فيها ونلتم أوفر الحظ والنصيب.
بالأمس القريب استبشر أهل المدينة خيرًا فمازالت هذه المدينة محط اهتمام ولاة الأمر وقيادتها الحكيمة وفي ظل هذه الظروف التي يمر بها العالم اقتصاديًا بسبب جائحة كورونا يسطر الملك سلمان القائد الإنسان بمداد من النور منجزات حقيقية واهتمام منقطع النظير بصحة المواطن فاعتمدت المشروعات الصحية التطويرية بمنطقة المدينة المنورة لدعم منظومة التنمية الصحية المستدامة وتم تدشين حزمة جديدة من هذه المشروعات بقيمة 628.3 مليون ريال، لتشمل هذه المشروعات والدعم لمستشفى المدينة المنورة وتدشين اجنحة العناية المركزة المطورة وزيادة الطاقة الاستيعابية بسعة 200 سرير، ومستشفى الولادة والأطفال بتكلفة تقدر بـ300 مليون ريال وتوفير أجنحة العناية المركزة المخصصة للأطفال بسعة سريرية 30 سريرًا، ومستشفى أحد العام بتكلفة 106 مليون ريال ومستشفى الملك فهد العام بتكلفة 129 مليون ريال، وكذلك مراكز الرعاية الصحية الأولية بتوفير 12 مركزًا صحيًا مطورًا في أحياء مختلفة في المدينة تلبي احتياجات المواطن.
كما سبق هذا الاهتمام في الجانب الصحي كان هناك حضور للمدينة في الجانب الثقافي حيث صدر الأمر السامي الكريم بإطلاق اسم ولي العهد الأمير محمد بن سلمان على مركز دار القلم في المدينة ليصبح اسمه مركز الأمير محمد بن سلمان العالمي للخط العربي لتتولى وزارة الثقافة بقيادة سمو الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان الإشراف على المركز والعمل على تطويره ليصبح منصة عالمية للخط والخطاطين من مختلف دول العالم، فاستبشر كل المهتمين بهذا الفن وهذا الإرث الحضاري بما توليه قيادتنا الحكيمة للمدينة ولتكون دومًا منارة للعلم والثقافة والفنون.
سمو أمير المنطقة الأمير -فيصل بن سلمان- حفظه الله وسدد خطاه يقف بنفسه ويتابع كل تفاصيل المشروعات التطويرية والتنموية وله في قلوب أهل المدينة مكانة وقدرًا فهو معهم في كل موقع ويشاركهم همومهم ويلبي متطلبات حياتهم ويرفع للقيادة الحكيمة كل ما يتمناه أهل المدينة من تطوير ومعالجة لأمور الحياة اليومية، فله من أهل المدينة صادق الدعوات أن يكلل الله جهوده دومًا بالتوفيق والسداد، وهم معه وبه سيحققون للمدينة المكانة التي تليق بها بين كل مدن العالم فهي مهوى أفئدة المسلمين ومثوى سيد المرسلين فسلام الله عليها دومًا وأبدًا.