«كورونا» التي اجتاحت العالم قاطبة احدثت تغييرا شاملا في العديد من العادات والبرامج والخطط والتقاليد الحياتية التي تسير عليها الشعوب وخاصة في العالم الاسلامي الذي له طقوس خاصة في الشهر الكريم.. وفي كل يوم نستضيف شخصية نحاول من خلالها رصد بعض التغيرات التي حدثت في حياتهم وبرامجهم الرمضانية المعتادة في الاعوام الماضية.
وضيفتنا اليوم صاحبة السمو الأميرة الدكتورة الجوهرة بنت فهد بن محمد بن عبدالرحمن آل سعود مديرة جامعة الأميرة نورة سابقًا.
* ما هي أهم المتغيرات التي حدثت في برنامجك الرمضاني هذا العام مقارنة مع الأعوام الماضية؟
١- عدم تمكني من الذهاب إلى مكة المكرمة، حيث كنت أقضي فيها شهر رمضان المبارك كاملًا.
٢- عدم التمكن من صلاة الجماعة في التراويح التزامًا بالإجراءات الاحترازية التي فرضتها حكومة خادم الحرمين الشريفين ممثلة في وزارة الصحة خوفًا على صحة المواطنين والمقيمين، والعمل على الحد من انتشار فيروس كورونا المستجد (كوفيد - ١٩)
٣- تطبيق ما اتخذته الدولة من إجراءات احترازية وبالتالي عدم التمكن من زيارة الأهل.
* هل ترين أن الحظر ولزوم المنزل عاد عليك بفوائد لم تكن تتحقق في السنوات الماضية؟
نعم بفضل الله سبحانه وتعالى لقد كان للحظر الصحي فوائد كثيرة منها:
١- تمكن جميع أفراد الأسرة يوميًا من تناول فطور رمضان سويًا، وساهمت في ضبط وتقوية العلاقات الأسرية من خلال التآلف والتقارب.
٢- انخفضت تكاليف المعيشة في هذا الشهر الفضيل عن سابقه، حيث تم الاكتفاء بشراء الحاجات الأساسية والضرورية، وأتمنى المحافظة على هذه المكتسبات فيما بعد رفع الحظر.
* يرى البعض أن ما بعد «كورونا» ليس كما قبلها من وجهة نظرك ما هي الدروس التي يمكن نخرج بها في هذه الأزمة؟
الحقيقة يمكننا أن نخرج من أزمة فيروس كورونا المستجد بعدة دروس أهمها:
١- إن تجربة التعليم عن بعد التي خضناها جميعًا أولياء أمور، مسؤولين، ومعلمين في ظل فيروس كورونا المستجد تتطلب أن يكون لدينا نظام تقني يتطور مع ما يشهده العالم من تطور تقني مستمر، ولا يقتصر هذا النظام على الظروف الاستثنائية، ولكن يمكن استخدامه في الأوقات العادية كأداة مساعدة، وأداة أساسية في أوقات الأزمات والكوارث المناخية التي يصعب معها الاعتماد على التعليم التقليدي.
٢- إن الظروف التي فرضتها كورونا من التلاحم والتكاتف والتقارب الذي نعيشه خلال فترة الحجر المنزلي سيؤثر إيحابيًا بعد هذه الجائحة بمشيئة الله تعالى، وسيزيد الأسر تلاحمًا.
* كيف ترين تعاون المواطنين مع الإجراءات الاحترازية ؟ وكيف نغرس في نفوس المواطنين حب النظام؟
الحمد لله فإن معظم المواطنين التزموا تمامًا بالإجراءات الاحترازية وكانوا متعاونين جدًا مع الإجراءات، وهذ يرجع بعد توفيق الله سبحانه وتعالى إلى حملات التوعية المكثفة والمستمرة طوال ٢٤ ساعة بخطورة الفيروس. وأما كيفية غرس حب النظام لدى المواطنين، فهذا يرجع إلى التنشئة الاجتماعية للأطفال منذ نعومة أظافرهم والتي تقوم بها المؤسسات المعنية وهي: الأسرة، المدرسة، والمجتمع.
الأميرة الجوهرة: كورونا جمع أفراد الأسرة وخفض تكاليف المعيشة
تاريخ النشر: 08 مايو 2020 22:32 KSA
زاوية فنجان قهوة
A A