حاز الفيلم التاريخي «غاندي - Gandhi» الذي انتج عام 1982 على ثمانية جوائز أوسكار من ضمنها أفضل ممثل وأفضل مخرج وأفضل فيلم. وكان من إخراج «رتشارد أتنبره» وأداء من الممثل البريطاني «بين كنغسلي». ويحكي رحلة كفاح طويلة لأعجوبة من أعاجيب القرن الماضي لم يحتملها أبناء طائفته فقتلوا صاحبها الذي كان يحاول إنقاذهم.
حرر ذاته فتحرر الآخرون من حوله.. إنه»غاندي» الولد الرابع من زوجة أبيه الرابعة من أسرة تنتمي إلى الطبقة الثالثة، «طبقة البقالين» في المجتمع الهندي رغم أن جده وأباه كانا رئيسين للوزراء في مقاطعة بروباندار. انطلق من الهند صوب بريطانيا التي تحتل أرضه لدراسة الحقوق بعدما أقسم لأمه أنه لن يتناول اللحم أو الكحول.
بعد إنهائه لدراسته وعودته محاميًا مرخّصا لبّى «غاندي» أو «البقال» عرضًا لشركة هندية تعمل في جنوب إفريقيا لتمثيلها في نزاعاتها القضائية ليتعرّض لموقف عنصري سيغير مصيره إلى الأبد حينما اشترى تذكرة قطار تخوله الجلوس في مقاعد الدرجة الأولى، فما كان من حارس القطار إلا طرده منه صفعًا وركلاً! لكن كيف السبيل إلى تحقيق عدالة في عالم إن أدرت له خدك الأيمن سيستمتع بصفعك على خدك الأيسر؟ فكانت فلسفة «اللاعنف» التي سيجربها لعقدين من الزمن في جنوب إفريقيا تكونت خلالها شخصيته النضالية والسياسية ومبدأه السلمي الذي سيُلهم به أبناء وبنات وطنه الهنود.
في جنوب إفريقيا تعامل «غاندي» مع طوائف وديانات وأعراق شتى من مسلمين وأفارقة وصينيين ورأى أن بإمكان الجميع العيش مع بعضهم دون أن يكون ذلك على حساب الآخر، فعاد بهذه الفكرة إلى وطنه الهند وبدأ في تطبيقها حينما رفض في البداية الانتساب إلى أي حزب سياسي هندي وقال: «لا نريد أن نستبدل طغيان البريطانيين بطغيان الهنود» وكان براغماتيًا ومرنًا في مقاومته للإنجليز فاللاعنف يتحول إلى إصرار لا يلين، والإضراب الذي يجرّمه القانون يصير صومًا عن الشهوات، والحب والصدق مع الناس يغدو إرادة حقيقية لا تنكسر، حتى توّج ذلك باستقلال الهند في عام 1947م.