* كل مرة أكتب فيها عن التنمر، أتلقى الكثير من الأسئلة عن ماهية التنمر، وماهي علاماته ودلائله، والأعراض السلوكية التي يمكن من خلالها الحكم على شخص أنه مصاب بمتلازمة (العدائية/التنمر).. والإجابة ليست سهلة بالطبع، خصوصًا مع عدم وجود تعريف موحد لهذا الداء، لكن من خلال عملي غير القصير في مجال التربية ومواجهتي للكثير من هذه الحالات أستطيع القول أن كل فعل أو سلوك عدواني (متكرر) تجاه الآخرين يمكن تسميته تنمراً.. إلا أن الغريب والعجيب أن من يقوم بهذه الأفعال لا يعلم -في أحيان كثيرة- أنه متنمّر مؤذ، بل يظن أن عدوانيته اللفظية أو السلوكية تقع ضمن التصرفات الطبيعية التي لا غبار عليها! ، والأعجب أنه قد يجد لها مبرراً، وهذا بالطبع يقع ضمن دائرة الخداع العقلي.. فكيف يمكنك إذاً أن تعرف ما إذا كنت متنمرًا؟.
1- هل لديك درجة من الكراهية تجاه أحد بسبب لونه أو عرقه أو ديانته ومعتقده، ولا تستطيع ضبط مشاعرك تجاهه؟! إذا كانت إجابتك بـ (نعم) فهذه أحدى أهم علامات التنمر العنصري التي تستوجب منك التوقف ومراجعة سلوكك، فهو ليس سلوكًا طبيعيًا مهما حاولت تبريره أو التغطية عليه.
2- هل تجد في نفسك نوعاً من المتعة أو الميل للضحك عندما تقوم بعمل يستفز أحدًا من حولك، أو يزعجه، حتى إن كان شقيقك أو ابنك أو زوجتك أو أحد الأقربين؟! لا تبرر هذا (بالطقطقة) والمزاح، فتكرار ما يثير غضب الآخرين أو يؤذيهم جسديًا أو معنويًا هو من الدلائل القطعية على أنك قد تكون حاملاً لفيروس التنمر بجدارة.
3- هل تسيء استخدام سلطتك؟ بمعنى هل أنت ممن يخفون تنمرهم الإداري المتكرر، وتسلطهم الوظيفي اللا أخلاقي، خلف شعارات أخلاقية كالأمانة والمسؤولية، ضد مجموعة أو شخص بعينه، فتمنع ترقيته، أو تؤذيه وظيفياً لمجرد انك لا تحبه، أو أنك تختلف معه مذهبيًا، إذا كانت إجابتك نعم فيسعدني أن أقول لك أنك مسؤول متسلط ومتنمر بامتياز.
4- هل صارحك أحد بأن تعليقاتك جارحة وسلبية ولا تأخذ في الاعتبار قواعد اللياقة والآداب العامة، ولا تراعي ظروف الزمان والمكان؟!.. إذا كانت نتيجة السؤال إيجابية فقد تكون إشارة مهمة لاحتمال إصابتك بالتنمر اللفظي والعدوانية.
5- هل تستمتع بنشر الشائعات عن الآخرين؟ وهل تتغير معاملتك مع البسطاء عنها مع أندادك ومن هم أعلى منك؟ كل هذه ياعزيزي علامات كلاسيكية على استعدادك للتنمر.
* التنمر في كلمتين هو (تكرار الإيذاء) سواء كان ذلك بقصد أم بغير قصد، ولأن مفهوم الإيذاء يختلف من شخص لآخر فمن الخطأ أن تقيسه على معاييرك الخاصة، لأن ما تراه أنت أمراً عادياً قد يراه آخرون قمة الإيذاء بالنسبة لهم.. احذر فقد تكون مؤذيًا لأحدهم، متنمرًا عليه وأنت لا تعلم.