رعى وزير الإعلام المكلف رئيس المجلس التنفيذي لاتحاد وكالات أنباء دول منظمة التعاون الإسلامي "يونا" الدكتور ماجد بن عبدالله القصبي، اليوم أعمال الملتقى الافتراضي الأول للاتحاد تحت عنوان "دور وكالات الأنباء في مساندة جهود مكافحة كورونا"، واطلاق برامجه وأنشطته خلال العام الجاري، بمشاركة معالي الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي الدكتور يوسف بن أحمد العثيمين، ومعالي رئيس مجموعة البنك الإسلامي للتنمية الدكتور بندر بن محمد حجار، ومعالي المدير العام لمنظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (ايسيسكو) الدكتور سالم المالك، وأصحاب المعالي والسعادة السفراء ومندوبي الدول الأعضاء لدى منظمة التعاون الإسلامي ورؤساء ومديري وممثلي وكالات الأنباء الأعضاء في دول المنظمة.
واستهلت أعمال الملتقى بتلاوة آيات من القرآن الكريم، ثم ألقى المدير المساعد لاتحاد وكالات أنباء دول منظمة التعاون الإسلامي "يونا" زايد سلطان عبدالله، كلمة أكد فيها أن الاتحاد أخذ على عاتقه جعل منصته ملتقى لتبادل الخبرات، وتنسيق جهودِ الوكالاتِ الأعضاء في النشر الإعلامي حول وباء كورونا، مجنداً منصاته الإلكترونية، لإعادة نشر ما تبثه وكالات الأنباء من مضامين إعلامية.
وأشار إلى أن أزمة جائحة كورونا عززت أهمية وكالات الأنباء الرسمية، وأنها ستظل على الرغم من التعدد الكبير في وسائط الاتصال والنشر، الوسيلة الأهم للحصول على المعلومة الموثقة والموثوقة، والمسندة إلى مصادرها الأصلية، ما يجعلنا نتطلع إلى أنْ يعزز ملتقانا اليوم هذه الوضعية المميزة لوكالات الأنباء، من خلال تبادل الأفكار، والمبادرات، والخبرات، وتقديم أفضل الممارسات ليستفيد منها الجميع.
وقدم شكره وامتنانه لدولة المقر المملكة العربية السعودية، على دعمها غير المحدود للاتحاد، انطلاقاً من أدوارها التاريخية في تعزيز التضامن الإسلامي، ولكل من دولة الإمارات العربية المتحدة، وسلطنة عمان، ومملكة البحرين، وجمهورية مصر العربية، وجمهورية أذربيجان على دعمهم للاتحاد.
عقب ذلك ألقى معالي الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي الدكتور يوسف بن أحمد العثيمين، كلمة بهذه المناسبة، استهلها بالشكر والثناء على مبادرة عقد هذا الملتقى الأول من نوعه على مستوى وكالات أنباء دول منظمة التعاون الإسلامي لبحث دورها في مساندة جهود مكافحة فيروس كورونا المستجد وفي هذا التوقيت الاستثنائي الذي يشهد فيه العالم اجتياح الوباء لدوله.
وأشاد معاليه بجهود ومبادرات الدول الأعضاء في مكافحة جائحة کورونا والتصدي لآثارها السلبية، لاسيما ما قامت به من إجراءات وقائية وعلاجية وإعلامية وتوعوية، مشيراً إلى أنه دعماً لهذه الجهود قامت منظمة التعاون الإسلامي ومؤسساتها المعنية بإطلاق جملة من المبادرات في إطار الاستجابة المشتركة لمتطلبات المرحلة الراهنة، ولدعم ومساعدة الدول الأعضاء في جهودها للتصدي لهذه الجائحة وتداعياتها السلبية.
وأكد معاليه دور وسائل الإعلام التقليدية والحديثة وإسهامها في الحد من تفشي هذه الجائحة عن طريق نشر المعلومات الصحيحة، والتوعية السليمة، ودحض المعلومات والأخبار الزائفة، وبالمتابعة المستمرة في تنوير الرأي العام بسبل الوقاية من الوباء والتقيد بالإرشادات والتعليمات التي تقدمها دورية حكومات الدول الأعضاء والهيئات الصحية المعنية بإدارة الجائحة لكي تسهم في الحد من انتشار الفيروس واحتواءه.
وأهاب بجميع الشعوب الإسلامية بتلقي المعلومات المتعلقة بفيروس كورونا المستجد من المصادر الرسمية الموثوقة لحكومات دولهم، وعدم الانسياق وراء الأخبار المضللة والشائعات الكاذبة التي يتم نشرها من قبل بعض رواد مواقع التواصل الاجتماعي، داعياً المولى عز وجل أن يوفق الجميع في هذا الملتقى وبرنامجه الطموح في صقل مهارات الإعلاميين والمهنيين المتخصصين في شتى المجالات ليتمكنوا من تقديم قيمة مضافة في ميادين اختصاصاتهم مما يسهم في تطوير كفاءة مؤسساتهم.
كما ألقى معالي رئيس مجموعة البنك الإسلامي للتنمية الدكتور بندر بن محمد حجار، كلمة استعرض فيها إنجازات البنك منذ بداية تفشي جائحة كورنا من خلال تقديم المساعدات والإعانات المالية وتوفير المعدات والمستلزمات الطبية للدول والمجتمعات المسلمة المتضررة من هذه الجائحة، وفي مقدمة ذلك إطلاق برنامج "التأهب والاستجابة الاستراتيجية" لمساعدة الدول الأعضاء على التخفيف من تأثير جائحة "كوفيد-19" في إطار حزمة شاملة يبلغ حجمها المبدئي 2.3 مليار دولار.
وثمن معاليه التعاون القائم بين مجموعة البنك الإسلامي للتنمية واتحاد "يونا"، الذي نجح في أن يصبح قوة إعلامية ومعلوماتية لأجهزة ومؤسسات منظمة التعاون، معلناً استعداد مجموعة البنك للدخول في شراكة فعالة ممتدة مع اتحاد "يونا" لتفعيل هذا التعاون بدعم مشروعات وبرامج الاتحاد التطويرية من خلال تصميم برامج تدريبية متخصصة مشتركة لإعداد وتأهيل كوادر صحفية وإعلامية من الدول الأعضاء تمتلك الكفاءة العالية للقيام بحملات الاستقصاء الصحفي وتقديم تحليلات دقيقة ومتعمقة للآثار الاقتصادية لجائحة كورونا، إضافة لتنمية قدراتهم وشحذ مهاراتهم في التناول الإعلامي للقضايا المتعلقة بالاقتصاد والتنمية ومواجهة الكوارث والأوبئة.
من جانبه أكد عميد السلك الدبلوماسي المعتمد لدى المملكة العربية السعودية سفير جمهورية جيبوتي ومندوبها الدائم لدى منظمة التعاون الإسلامي ضياء الدين سعيد با مخرمة، أن للإعلام ووسائله دورًا مهمًا في توجيه المجتمع وإرشاده، وبخاصة إذا تعلق الأمر بالأزمات، ومثال ذلك ما نعايشه في الوقت الراهن من استنفار صحي وإعلامي في مختلف أنحاء العالم لمكافحة جائحة كورونا.
وقال : إن وكالات الأنباء - سواء كانت وطنية أم إقليمية أم دولية، تعد مصدرًا مهمًا وأساسيًا للمعلومات الموثوقة، فهي التي تزود مختلف وسائل الإعلام بما يستجد من أخبار على مدار الساعة.
وأشار إلى أنه تم اتخاذ إجراءات استباقية صارمة في جمهورية جيبوتي في وقت مبكر مقارنة بالدول المجاورة، وكان لذلك عظيم الأثر في احتواء تداعيات الأزمة والتقليل من الإصابات، إدراكا وإيمانا بأن الوقاية خير من العلاج، مشيدا بالتجربة المتميزة للمملكة العربية السعودية في مكافحة الجائحة ومواجهة تداعياتها على الصعيد الصحي والإعلامي والأمني والاقتصادي، من خلال إجراءات وقائية.
إثر ذلك ألقى معالي وزير الإعلام المكلف رئيس المجلس التنفيذي لاتحاد وكالات أنباء دول منظمة التعاون الإسلامي الدكتور ماجد بن عبدالله القصبي، كلمة خلال افتتاح أعمال رحب فيها بأصحاب المعالي والسعادة رؤساء ومديري وكالات أنباء دول منظمة التعاون الإسلامي والمندوبين الدائمين لدى منظمة التعاون الإسلامي، سائلاً المولى أن يتقبل من الجميع صيامهم وقيامهم وصالح أعمالهم.
وقال معاليه:" يمرُّ العالمُ بظروفٍ استثنائيةٍ غير مسبوقة بسببِ جائحةِ كورونا، التي أثـرَتْ على جميعِ مَناحِي الحياة، مِمَّا يَستوجِبُ تضافرَ جهودِ المجتمعِ الدوليِّ، لإيجادِ لِقاحٍ ناجعٍ لهذا الوباءِ، ويأتي من تلك الجهود ما دَعتْ له المملكةُ العربيةُ السعوديةُ بقيادةِ خادمِ الحرمينِ الشريفينٍ الملكِ سلمانَ بنِ عبدِ العزيزِ آلِ سعودْ وسموِّ وليِّ عهدِهِ الأمينِ - حفظُهما اللهُ - ومِنْ خلالِ رئاستِها لمجموعةِ العشرينَ لهذا العامِ، لعقْدِ قمَّةٍ استثنائيةٍ لدولِ المجموعةِ خلال شهرِ مارسَ الماضيْ لمناقشة سبل المضي قدما في تنسيق الجهود العالمية لمكافحة جائحة كورونا والحد من تأثيرها الإنساني والاقتصادي" .
وأشار معاليه إلى أن وكالات الأنباء تظل المصدر الرئيس لتدفق المعلومات والمواد الخبرية المتميزة بالدقة والمصداقية، على الرغم من ظهور وسائط إعلامية جديدة، وهنا يبرز أهمية دور اتحاد وكالات الأنباء الإسلامية في ترسيخ العمل الإسلامي المشترك والنهوض بشعوب الدول الإسلامية، من خلال الارتقاء بالمحتوى الإعلامي الذي يلبي رغباته، وتقديم خدمات إخبارية متميزة ومتنوعة تتسم بالدقة والموضوعية.
ولفت معاليه إلى أن هذا المُلتقَى الذي يحملُ عُنوانَ "دَورُ وكالاتِ الأنباءِ الإسلاميةِ في مسانَدَةِ الجهودِ لمكافحَةِ جائحَةِ كورونا" يتطلبُ توحيدَ وتنسيقَ الجهودِ التَّوعويةِ لدُولِ المنظمةِ ووضْعَ آلياتٍ فعالةٍ لتبادُلِ الخبراتِ والممارساتِ الناجحةِ بينَ دول الأعضاء لتعظيمِ الاستفادةِ منها في مجالِ نَشرِ السياساتِ الصحِّيةِ والتعليماتِ التوعويَّةِ لمواجهةِ هذهِ الجائحةِ، بالإضافة إلى التعاون المشترك في تبادل الاخبار والتقارير التي تحقق التكامل ما بين دول الأعضاء في مواجهة كورونا، والاستفادة من برنامج الأنشطة والتدريب الذي ينظمه الملتقى على هامش أعماله ويستفيد منه أكثر من 2000 إعلامي من دول منظمة التعاون الإسلامي، مشيداً بمبادرة مجموعة البنك الإسلامي وعلى رأسها معالي الدكتور بندر بن محمد حجار.
وقدم معالي وزير الإعلام المكلف رئيس المجلس التنفيذي لاتحاد وكالات أنباء دول منظمة التعاون الإسلامي في ختام كلمته الشكر للمشاركين على تلبيتهم الدعوةَ في هذا الملتَقى، متمنيًا أنْ يُحَقِّقَ الأهدافَ المَرجوَّةَ منهُ، داعياً المولى عزَّ وجَلَّ أنْ يحفظَ بلادَنا وسائرَ بُلدانِ العالَمِ مِنْ كُلِّ مَكروهٍ، وأنْ يَكتُبَ لِهذا المُلتَقَى التَّوفيقَ والنَّجاحَ في إطارِ العمَلِ الإسلاميِّ المشتَرَك.
عقب ذلك ألقى عدد من أصحاب المعالي والسعادة رؤساء ومديري وكالات الأنباء في دول منظمة التعاون الإسلامي، كلمات استعرضوا خلالها الجهود الإعلامية المبذولة في مواجهة جائحة فيروس كورونا "كوفيد-19" وما تبذله دولهم من مساعي واجراءات احترازية للحد من تفشي هذه الجائحة، فيما شهدت أعمال الملتقى عرض تجارب الوكالات في نشر الوعي والمعرفة والمعلومة الصادقة، ودحض الأخبار المزيفة والشائعات وتبادل الخبرات في هذا السياق.
وزير الإعلام المكلف يرعى انطلاق أعمال الملتقى الافتراضي الأول لاتحاد وكالات أنباء دول منظمة التعاون الإسلامي
تاريخ النشر: 16 مايو 2020 20:25 KSA
A A