حققت الجائحة فرصة كبرى لشركات التجزئة لإعادة هيكلة أعمالها والخروج من عقود طويلة الأجل وبالتالي تشكيل أعمالها حسب مايفرضه المستهلك والتغيرات في سلوكياته. فالجائحة تعطي الحق لأي شخص في الخروج من تعاقداته وبالتالي إيجاد التحول المطلوب حتى يستطيع الاستفادة من التغيير. ولاشك أن هذه الصدمة ستكون مؤثرة على سوق العقار بصورة كبيرة وعلى كيفية ممارسة الأعمال. ولاشك أن الصدمة على السوق العقاري واستثماراته ستكون كبيرة ومؤثرة وتعتمد على اقتصاد ما بعد الجائحة والنمط الذي عاشه المستهلك من خلال الإغلاق. ومع قطاع التجزئة يأتي قطاع الخدمات الاستهلاكية مثل النوادي الرياضية، المطاعم، والتعليم عن بعد. وخاصة التعليم عن بعد والذي لم يُهتم به في السعودية سابقاً وكان هو المخرج في أيام الجائحة. الذي يهمنا أنه بعد الجائحة سيختلف أسلوب وطريقة ونوعية ممارسة الأعمال عن ما قبلها وسنشهد تغيرات جذرية ستؤثر على هيكل وأسلوب الأداء وعلى قطاع العقار بصورة كبيرة، ونقصد به العقار التجاري وليس السكني. وسنشهد في الأيام القادمة خروج القطاعات غير المستعدة للتغيرات القادمة من السوق وسنشهد نمو وتحسن شركات جديدة وممارسات جديدة لم نعهدها سابقاً.
وكالعادة لأن التغير هو سنة الحياة، فمن لا يستجيب سيحل محله من ركب موجة التغير.
لاشك أن القطاعات ذات المنتجات الملموسة مثل الصناعة والزراعة ستستمر لإشباع احتياجات المستهلك ولكن طريقة إيصالها للمستهلك النهائي ستختلف من خلال سلاسل إمداد مختلفة عن الحالية. فالمستهلك تعرض لتجربة أثرت في توجهاته وفي أسلوب تفاعله مع استحواذه على المنتجات. فالمستهلك سيخرج من الجائحة والجانب الاقتصادي مهم له نتيجة للضغوط وعدم العمل لفترة مما خفض قدراته المالية خاصة لمن فقدوا وظائفهم. كما أن الحجر جعله يكتشف أشياء لم يهتم بها أو أغفلها بسبب نمط الحياة التي عاشها خلال الفترة ما قبل الجائحة.
فهل تؤدي الأحداث الى تغيرات جذرية في المستهلك وهيكلة السوق؟.