* يُقال إنّ الإنسان حيوانٌ عاقل! لكن الواقع يُظهر غير ذلك، فالإنسان بطبيعته يُعاني من اندفاعاتٍ ووساوس قهرية وعقد نفسية، وسلوكيّاتٍ أقرب إلى الجنون والعته والعدائية الاجتماعية، وفرْط الأنانية وحبّ الغَلبة والاستحواذ، على حساب أي اعتبارات أخلاقية أو دينية أو إنسانية أُخرى.
* تُواجه الإنسانَ في العصر الحديث، خيبةُ أملٍ كبيرة في ما كان يعدُهُ بالخلاص النفسي والطُّمأنينة الاجتماعية، فالأنظمةُ السّياسية والثوراتُ العلمية والتقنيةُ والصناعية والاجتماعية، وحتى المشاعر الرُّوحية الدينية، فشلتْ -بصورة عامة- في جلْب الطُّمأنينةِ النّفسية والاستقرارِ الروحي.
* الأزماتُ والكوارثُ تُظهِر خفايا الإنسان، وتبيـّن حقيقةَ أفكاره وانطباعاته وسلوكيّاته وأخلاقه، ومدى اتّزانه وعقلانيته أو حماقته، كما تُظهر أهـمّية الاستثمار في التّوعية والتعليم والمعرفةِ والأبحاث وبناء الإنسان، فضلاً عن مُحاربة الجهل والفقرِ بوصفهما أصلُ الكبائرِ والكوارث.
* يُشير (ابن خلدون) في مقدّمته إلى أنّ الإنسان عدوانيُّ وظالمٌ بطبعه لأنّه حيوانٌ في طبعه، ولذلك لابدّ أن تكون في كلّ جماعةٍ من البشر سُلطةٌ مقبولةٌ تمنعُ بعضَهم من مهاجمةِ بعضٍ ليستقيم عُمرانهم، ويقول الدكتور (علي الوردي): «إن الإنسان وحشيُّ بالطّبع ومدنيُّ بالتطبّع، فهو حيوانٌ مفترسٌ في أعماق نفسه، وما هذه المظاهرُ إلا غطاء يسترُ بها الإنسانُ طبيعته الأصيلة».
* العدوى النفسيّة الاجتماعية، أو «الهيستيريا الجماعية»، من أهمّ أسباب التسليمِ الجمْعي بكثيرٍ من الآراء والأفكار والعادات والمُعتقدات، فتيّارها جارفٌ لا ينجو منه إلا القليلون، وكلّما اقتنع الإنسانُ واعترف بوقوعه تحت تأثيرها، كان أقرب إلى الحيادية والموضوعية.
* الإنسان مجبولٌ على حبّ الظهور والشّهرة والرّفعة بين الناس، يتساوى في ذلك الصالح من الناس والطالح منهم، وفي سبيل ذلك يستغلُّ كلّ ما يمكنه من أجل مصلحته الشخصية، بما في ذلك التعاليم الدينية، والفرق بين النّاس يكون في الدّرجة وليس النوع.
* يبدو أن الخوف سيّد المشاعر، وهو في الوقت نفسه مُحفّز كبيرٌ لسلوك الإنسان، ولا يترقّى الإنسان في مراقي الحُرّية، إلا بقدْر تحرّره من مشاعر الخوف، ولا يتحرّر من مشاعر الخوف، إلا بالمعرفة والفلسفة والإيمان. «يقول الكاتب الأمريكي (دان براون): «ثمّة عدوى واحدةٍ تنتشرُ أسرَع من الفيروس، ألا وهي الخوف».