وتتواصل مشاعر الحزن على رحيل الإعلامي الدكتور عبدالعزيز النهاري، ويصف معاصروه وزملاؤه رحيله بالخسارة الكبيرة، مشيدين في ذات الوقت بعطاءاته وإسهاماته التي قدمها خلال مسيرة تجاوز الأربعين عامًا، في مختلف مجالات الإعلام المقروء، والمسموع، وفي العمل الأكاديمي عبر تخصّصه في علم المكتبات، مؤكدين أنه -يرحمه الله- ترك بصمته في كل هذه الميادين، وحقق من خلالها النجاح والتميّز..
غريب: أربعين عامًا من التجارب الناجحة
يقول نائب رئيس نادي الباحة الأدبي سابقًا الدكتور عبدالله غريب: «كلنا نتألم عندما نفقد رمزًا من رموز بلادنا أو مواطنًا عاديًا فهم لبنات أعلت جدار هذا الوطن وكوّنت بناءه الاجتماعي، وما الدكتور عبدالعزيز النهاري -يرحمه الله- إلا أحد الرموز الوطنية الذين فقدناهم بعد أن ساهم في مجالات أحسب أنها مما أنتجت أجيالاً جديدة في هذا الصرح الشامخ المملكة العربية السعودية ممن تتلمذ على يديه في الصف الدراسي على مقاعد الجامعة أو خاض معه تجربة الشأن الإعلامي، سواء من الشباب المحررين والمراسلين أو من زملائه المديرين في الصحف التي ترأس تحريرها ومنها البلاد وعكاظ وساهم في تطويرهما شكلاً ومضمونًا، وبحكم علاقته بزملائه الأكاديميين فقد استقطب عددًا من الكتّاب الذين ساهموا بآرائهم في خدمة المجتمع والوطن».
ويضيف الدكتور غريب: «تدرّج الدكتور النهاري في العمل الصحفي وخاض التجارب الناجحة لما يقارب من أربعة عقود في مجال الإعلام وساهم في المكتبة العربية بعدد من المؤلفات العلمية الرصينة، ندعو الله أن يسكنه الفردوس الأعلى ويلهم أسرته وذويه وزملائه ومحبيه الصبر والسلوان».
قدس: إعلامي له تجربته المتميّزة
وأكد الأديب والقاص محمد علي قدس، أن الراحل الدكتور عبدالعزيز النهاري يعد من الصحافيين والإعلاميين الذين كانت لهم تجربتهم المتميزة، وقد تولى مناصب عدة وأصبح رئيسًا لتحرير العديد من الصحف منها صحيفتا البلاد وعكاظ، ورافق الصحفي الكبير د.هاشم عبده هاشم في مشواره الصحفي وتأثر بتجربته، وأضاف قدس: «خلال توليه رئاسة تحرير البلاد أسند إليّ الإشراف على القسم الثقافي وإصدار ملحق أدب البلاد إضافة إلى كتابة مقالي الأسبوعي في مجلة اقرأ (رؤى معاصرة)، كما عملت مع د. النهاري خلال توليه إدارة قناة art
جدة وتوليت تدريب عدد من مذيعي القناة وتوليت إعداد عددًا من البرامج الثقافية للقناة، وما يميّز تجربة العمل معه -يرحمه الله- أنه كان مرنًا ومتفهمًا ويقدّر خبرات وتجارب العاملين معه، رحم الله د.عبدالعزيز النهاري الذي سيذكره تاريخ الصحافة بقدر خبرته وقلمه المميز بشيء من الفخر وما يستحقه من إشادة وتقدير».
الفايز: رحيل إنسان وخسارة إعلامي
ويقول الإعلامي عبدالوهاب الفايز: «في اللقاءات العديدة التي جمعتني بالدكتور عبدالعزيز النهاري، منذ كنت طالبًا في جامعة الملك عبدالعزيز، أو حين كنت زميلًا له في المهنة، كل لقاء أو إتصال هاتفي مع (أبو محمد) يترك لديك اثرًا جميلاً وخاصًا، سواء في الحديث عن المهنة أو في حديثه عن أسرته التي يجد راحته في قربه منها، أو حين يعود لأيام الطفولة، وفي الرحلات الإعلامية الخارجية العديدة التي ترافقنا فيها كنت أجد الرفقه المريحة قريبًا منه، ثقافته الواسعه، تجربته، نظرته للحياة كلها فيها مواطن للحديث الشيّق المفيد الذي يذكرنا بالأشياء الايجابية في الحياة المهنية، ويعد الدكتور النهاري من الجيل الذي دخل المهنة عبر التخصّص والاحتراف، وأمضى سنوات في مسيرته الإعلامية لم تكن كل لحظاتها خالية من المتاعب والآلام، وكان يمر على هذه سريعًا في الأحاديث التي تعرج على المهنة وتحدياتها وهمومها؛ كنت ألمس في حديثه نبرة المعاناة!.. الجميل في مسيرته أنه غالبًا كان يصارع الظروف الصعبة لمهنة الإعلام بنبل كبير وأخلاق عالية، ولم يكن ميالًا للمشاكل، لأنه كان يرى الحياة أجمل وأغلى من إهدارها بالصراع، صادق العزاء لأسرته وذويه وكل محبيه، ولنا جميعا، ونسال الله له الرحمة والمغفرة.
الحبيب: اجتهد وكافح ونجح
وتحدث الدكتور عبدالرحمن إبراهيم الحبيب وكيل كلية الاتصال والإعلام، عن الراحل بقوله: «الوسط الإعلامي فقد أحد أساتذة الإعلام والمعلومات الأفذاذ الذي أفنى عمره محبًا بل عاشقًا لمهنة الصحافة والإعلام المرئي والمسموع وهي مسيرة طويلة حافلة بالعطاء والإبداع رغم المتاعب والصعاب وتلاطم الأمواج، وهذه حالة ساحة الإعلام بين مد وجزر، ولكنه -رحمه الله- اجتهد وكافح ونجح في تخطي كثير من العوائق خلال محطاته ومواقعه الإعلامية بروح الإصرار والتحدّي نحو تقديم الأفضل والأحسن، ونسأل الله تعالى للدكتور عبدالعزيز النهاري المغفرة والرحمة وأن يسكنه فسيح جناته».