.. في زمن "كورونا" تحولت العديد من ممارساتنا الى "افتراضية".. اجتماعاتنا، مؤتمراتنا، أعمالنا.
.. وفي زمن "كورونا" كانت مظاهرات أمريكا التي تحولت الى ما يشبه الثورات.. لتأتي الإطاحة بعدد من التماثيل الرمزية بأفعال ذات أبعاد ودلائل غير ما يمكن وسمها بالعبثية والفوضوية..!!
.. كل ما يمكن أن يقال، وما أكثر ما يقال حوته رسالة افتراضية من الرئيس العراقي صدام حسين إلى الرئيس الأمريكي جورج واشنطن غداة الإطاحة بتمثاله..!!
.. من صدام حسين الى جورج واشنطن: ما أشبه الليلة بالبارحة..
الفروق ليست فقط زمانية ومكانية، لكنها أبعد من ذلك..
في عام 2003 أنتم أحرقتم العراق أولا، ثم أطحتم بتمثالي في ساحة بغداد..
في العام 2020 الأمريكيون هم يطيحون بتمثالك أولا، فماذا هو؟ وماذا بعد؟!!
.. اتدري لماذا؟..
.. في العام 2003 حطمتم تمثالي وحطمتم العراق بوهم الحرية والديموقراطية.. وفي العام 2020 يحطمون تمثالك بحقيقة كشف الزيف عن الحرية...!!
.. لم يهمهم أن تكون أول رئيس لأمريكا، ولا قائد الحرب الثورية الأمريكية، ولا أحد الآباء المؤسسين لأمريكا.. هناك شيء (ما) لم نلتفت له كلانا، وهو حقوق الشعوب..!!
.. "حياة السود مهمة".. يعنيها ما قد يعرفونه أنك رمز العنصرية والاستعباد..!!
.. لعلهم قرأوا تلك الورقة التي تقول أن العبد ثمن إنسان وليس ربعًا ولا نصفًا.. أو لعلهم عرفوا دعمك لإجراءات الكونغرس لحماية استملاك العبيد.. أو لعلهم ولعلهم...!!
..هؤلاء لا يهمهم ما كان يقال في تأبينك بأنك كنت الأول في وقت الحرب، والأول في وقت السلم، والأول في قلوب مواطنيه.. ثم أن لعنة التاريخ لا تهتم بما يقولون
ولكنها تطاردنا بما فعلنا..!!
.. بلغ رسالتي لكرستوف كولمبوس مكتشف الأمريكتين، غير أن "حياة السود مهمة" كان يهمها: بأنه مستعبد ومدمر للشعوب الأصلية، في الجزر التي استكشفها، ولهذا أطاحوا بتمثاله هو الآخر..!!
.. وخارج هذه الرسالة الافتراضية فإن ما يمكن التنويه اليه إن النخب الأمريكية ركزت كثيرًا على تصدير ثقافتهم لتحقيق العولمة الأمريكية وذلك بدلا من الانكفاء على ذات الثقافة ومراجعة قيمها.. ولعل الأمريكيين كانوا يستندون الى فرضية الهيمنة في تعميم العولمة..!!
.. ولذلك ظلت العديد من الأمورالمفصلية عالقة تحت الرماد ومن أبرزها "العنصرية"، وكان السود يشعرون بهذا، ويقولون أنهم (ولدوا خاسرين).. و(إعصار كاترينا) عرى الحالة المفجعة لحياة الأمريكيين الأفارقة...!!
.. وهذه القضية ظلت معرضة للانفجار في أي وقت، وقد حدث ذلك من قبل غير أن ثمن رقبة "جورج فلويد" كان باهظًا هذه المرة...!!
.. من مفردات خطاب النخب الأمريكية عام 2001: "كثيرًا ما فشلت أمتنا في أن تعيش وفقًا للمثل العليا التي تؤمن بها.. هناك فجوات متعددة تبدو بين القيم المعلنة
والسلوك الفعلي.."..!!
.. بقي أن أقول: الحضارة الحقة لا تفرضها القوة ولا تصنعها الشعارات..!!