يقول أستاذ علم النفس «روبرت إينرايت»: (عندما تتسامح فإنك تركز على الطرف الآخر، وعندما تتناسى، فإنك تركز على نفسك، وبمعنى آخر.. التسامح يخص الأشخاص، والتناسي يخص المواقف)..
وحتى تتضح الصورة سأضرب لكم مثالاً: -وضعوا تحت هذا المثال خطاً- تَسَلَّفَ مني شخص مبلغاً من المال ( مع العلم إني لا أُسَلِّف أحداً)، ووعدني بأنه سيرجعه لي في وقت حدده لي ووثقتُ بكلامه، ومر الوقت بالأسابيع والأشهر ولم يرده.. وعندما اتصلتُ عليه تحدث معي حديثاً عادياً وكأنه لا يوجد سلف، وذكرته بالمبلغ وبادرني بالقول: أنا آسف نسيت أن أُرجع لك المال.. هذا هو (التناسي).!
يوجد فرق شاسع بين فكرتي التسامح والتناسي وهو أن التناسي يقصد به الذهاب إلى ما هو أبعد من الموقف السيء دون التفكير كثيراً في صاحب الخطأ ومحاولة عدم السماح لما حدث بالتأثير على العواطف والأفكار، أما التسامح فهو التركيز فعلياً على الطرف الآخر صاحب الخطأ نفسه ويتحرك المتسامح نحو المذنب بعين اللطف والإحترام والحب..!
يهدف المتسامح إلى إتاحة فرصة جديدة أمام المخطئ حتى يجري تغييرات نحو الأفضل، أما التناسي فيهدف إلى التغاضي عن الموقف السيئ من أجل التطلع للأمام والأهداف المستقبلية دون مبالاة بالطرف الآخر.!
حسناً ماذا بقي....
بقي القول: إننا بحاجة إلى التمييز بين التسامح والتناسي ومعرفة أهم الفروقات بينهما، فعندما يتسامح الشخص فإنه يحرك طيبة قلبه تجاه من أخطأ وهذا يساعده في تناسي الموقف دون ضغينة أو استياء... وعندما يتناسى يشعر بغضب وكراهية تجاه المخطئ حينما يتذكر الموقف السيئ ولو بعد فترة طويلة.
إذن.... التسامح يؤدي إلى التناسي أما التناسي لا يؤدي إلى التسامح، يقول «كروستوفر شولز»: (التسامح أرقى أنواع النسيان)..!!