لم يكن فايروس كورونا محط رضى شعوب العالم أجمع والذي أصابهم بالشلل وتعطل الحركة الاقتصادية والتنمية فضلا عن حصد قرابة نصف مليون شخص حول العالم، وقد يكون ذلك بسبب عدم توقعات جميع الدول تفشيه وعدم الاستعداد المبكر لمكافحته.
الجميع يعلم بأن فايروس كورونا بدأ انطلاقه بمدينة ووهان الصينية وسلك جميع الطرق المؤدية للعالم أجمع وانطلق بعدها الاستنفار العالمي لأجل اكتشاف العلاج الطبي لوضع حدا لانتشاره والسيطرة عليه وعودة الحياة لطبيعتها.
ولم يقف هذا الاستنفار عند هذا الحد بل امتد ذلك إلى اشعال الخلاف والاتهام المتبادل بين أكبر دول العالم والتي وصفها البعض بأجواء الحرب الباردة حيث يتهم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الصين بتضليل العالم بينما يؤكد وزير خارجيته أنه يملك أدلة تؤكد أن فيروس كورونا المستجد جاء من مختبر في مدينة ووهان الصينية لترد الصين باتهامها لأمريكا بأن واشنطن هي سبب انتشار الفيروس في الصين، لأنها أرسلت جنودًا أمريكيين إلى مدينة ووهان وكانوا يحملون الفيروس كما أشارت عدد من الدول أصابع الاتهام إلى الصين بتصدير الفايروس مما أدى ذلك إلى إفساد للود قضية.
افساد كورونا للود قضية لم يقف عند هذا الحد بل تفشت بين الشعوب حتى بين أفراد بعض الأسرة الواحدة عند تعرض أحدهم للإصابة بفايروس كورونا حيث تتوالى الاتهامات للمصاب بعدم الاهتمام بالإجراءات الاحترازية وأنه يتسبب في نقل العدوى لهم.
ما أعنيه فيما سبق أن فايروس كورونا المخلوق الذي لا يُرى بالعين المجردة لا يخفى على الجميع بأنه ليس بالأمر الهين لا على الدول ولا على المجتمع ولا حتى على الأسرة الواحدة وأفسد للود قضية الذي كان بين العالم عطفًا على المجتمع والأسرة الواحدة ويتطلب لأجل ذلك إجباريًا أن نأخذ بعين الاعتبار جميع الإجراءات الاحترازية.
في هذه المرحلة نجد أن أعداد المصابين بشكل عام في تزايد ملحوظ ورغم جهود وزارة الصحة في توعية المجتمع إلا أن البعض غير مبال وبعيدًا عن المسؤولية الاجتماعية ولم يعد يهمه صحة الآخرين.
ما أود التأكيد عليه يجب أن تتعدى مبادرة التوعية لوزارة الصحة ليقوم بها جميع شرائح المجتمع أفرادًا وجماعات، قطاع خاص وعام، والأخذ بيد أمثال هؤلاء وضرورة توعيتهم بالتقيد بالإجراءات الاحترازية للحفاظ على سلامتهم ومن حولهم.