Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
د. سهيل بن حسن قاضي

المعرفة التي تحزنني!

شذرات

A A
موقعها إستراتيجي فريد من نوعه ضمن حدود الحرم النبوي من الناحية الشرقية ومتاخمة لطريق الملك عبدالعزيز فضلاً عن تميزها بسهولة الوصول إليها عبر الطرق السريعة وبالقرب من محطة قطار الحرمين، تبعد عن الحرم النبوي 5 كم ومطار الأمير محمد بن عبدالعزيز (8 كم).. إنها مدينة المعرفة بطيبة الطيبة والتي يفترض أن تكون بوابة المستقبل حيث تم تخصيص منطقة تجارية فيها بمساحة إجمالية 4,800,000 متر مربع ولهذا سميت بوابة الفرص.. لعل ما يحزنني في هذا الشأن هو تسميتها (مدينة المعرفة) وليس للمعرفة فيها نصيب وفقًا لما أريد لها منذ البداية.. وتمضي السنون منذ التأسيس في عام 2009 وتم في العام 2010 الطرح العام للاكتتاب وأصبحت شركة مساهمة عامة كان الغرض منها دعم الاقتصاد الوطني وإيجاد فرص استثمارية متميزة وتأسيس صناعات معرفية بالمدينة المنورة للمكانة الكبيرة التي تحتلها في قلوب الناس ولتعزيز مكانة المدينة كمركز عالمي للعلم والحضارة الإسلامية فضلاً عن تنمية المستوى الاقتصادي للمدينة التي تعد رابع أكبر مدينة في المملكة.
لقد وفقت مدينة المعرفة في أول مشروع سكني تم تنفيذه ويتم الآن تنفيذ المرحلة الثانية وهو في مراحله الأخيرة ويسمى دار الجوار إلا أن الهدف المعرفة الأساسي لم يتحقق منه شيء وقد مضى أحد عشر عامًا على التأسيس.. وغرب محطة القطار بـ2 كيلومتر هناك منشآت لهياكل خرسانية قيل إنه مشروع مستشفى خاص وهو أمر جيد، وفي هذا السياق فإنه لابد من التأكيد على ضرورة تكامل وتنسيق في الخليط للمناطق السكنية والتجارية والمعرفية ومناطق الترفيه.. لا بد أن يكون للسكان نصيبهم في مدينة المعرفة تخدم المدن المعرفية التي أقيم هذا المشروع المعرفي الإستراتيجي من أجلها وليس هناك بارقة أمل لظهوره.. لا بد من البحث عن أسباب تعثر هذا المشروع الحيوي وتلافي كل السلبيات ووضع إستراتيجية محكمة وخارطة طريق للخروج من النفق الذي وضعوا أنفسهم فيه والاستفادة من هذه الجوهرة التي مُنحت من القيادة في هذه البلاد لطيبة الطيبة، أما الوضع الراهن فهو محزن بالفعل، وإن غدًا لناظره قريب.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store