إن الأحداث المتلاحقة في الوطن العربي من صراعات وثورات يقف خلفها ثلاثي الشر (ايران - قطر - تركيا) من خلال تمدد سياستها الخارجية لعدد من الدول العربية، وما نشاهده من ألم وصراعات في الدول العربية يصيبنا بالحسرة والحيرة، فنشاهد في لبنان الصراع على رغيف خبز مع وجود حزب الله، وفي العراق على شربة ماء نظيفة وهي بلاد الرافدين مع وجود الحشد الشعبي، وفي اليمن غابت الحكمة اليمانية مع وجود الحوثيين، وفي ليبيا نهبت الثروات مع وجود المرتزقة من الميليشيات التركية.
تدخل تركيا السافر في ليبيا ودعم الميليشيات المتطرفة، من خلال تواجد الفصائل المسلحة السورية التي تم ارسالها لدعم الميليشيات في طرابلس، تهدد دول الجوار وتنذر بتصاعد الأخطار على دول الشمال الأفريقي.
مذكرة التفاهم التي تم توقيعها بين حكومة السراج واردوغان التي تم من خلالها تعيين الحدود البحرية، والمسائل الأمنية والعسكرية، مما مهد للتواجد التركي على الأراضي الليبية، وسط رفض إقليمي ودولي لهذا التواجد، حتى من البرلمان التركي، ومجلس النواب الليبي.
اردوغان الذي يستغل "الإسلام السياسي" من خلال الإخوان المسلمين، وداعش، والقاعدة، والجيش الحر، من أجل تحريكهم على حسب الأهواء التي تخدم مصالحه، فهو يحاول من خلال دعمهم اتخاذهم وسيلة للضغط على عدة دول عربية واوربية، ومنها مصر التي ترتبط بحدود مع ليبيا بطول ١٢٠٠ كلم.
الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي أكد ان الجيش المصري قادر على الدفاع عن مصر داخل وخارج حدودها، محذرًا من أنه لن يسمح بأي تهديد لأمن حدود مصر الغربية، مشددًا على أن مدينتي سرت والجفرة في ليبيا خط أحمر بالنسبة لمصر، وقال لهم: "كونوا مستعدين لأي مهام".
نعلم جميعا بأن الجيش المصري يعد من أقوى الجيوش العربية.
نجد أن السياسة الإيرانية في المنطقة العربية تمددت في (لبنان - العراق - سوريا - اليمن) من خلال ميليشياتها، مما فتح الشهية للحكومة التركية لتضاهيه من خلال تواجدها في (سوريا - العراق - ليبيا) من خلال تواجد الميليشيات، وكل ذلك بدعم اعلامي وتمويل قطري، فالجميع يعلم ما تعانيه الحكومة الإيرانية والتركية من انهيار لاقتصادها، والدعم الملياري من أموال الشعب القطري لهذه الحكومتين، والتي كان آخرها "١٨ مليار دولار" لمنع انهيار الليرة التركية.
عرف عن حكومة الحمدين القطرية دعمها وتمويلها للارهاب والارهابيين من خلال تسترهم عليهم، وتكفلها بتنقلاتهم.
التواجد التركي على الأراضي الليبية له عدة أسباب ويأتي من أبرزها التنقيب عن الغاز الطبيعي في شرق البحر المتوسط، والنفط من خلال السيطرة على الهلال النفطي في ليبيا، والضغط على الحكومة المصرية من خلال الجماعات الإرهابية، والضغط على الدول الاوربية من خلال تسهيل نقل المهاجرين غير الشرعيبن إلى الدول الاوربية (ايطاليا - فرنسا - ألمانيا).
يجب أن يكون هناك موقف موحد من جامعة الدول العربية من أجل بحث تطورات الأوضاع في ليبيا، واليمن، والعراق، وسوريا، ولبنان.
يجب الوقوف مع حكومة الكاظمي في العراق لبتر التواجد الإيراني في العراق.
يجب الوقوف مع التحالف العربي لدعم الحكومة الشرعية في اليمن وإنهاء الصراع والإبقاء على حكومة يمنية موحدة.
يجب الوقوف مع الشعب الليبي وإنهاء الصراع وطرد كل الميليشيات المسلحة التي تدعم حكومة فايز السراج، وجعل مجلس النواب برئاسة عقيله صالح يختار الأصلح لقيادة الأمور في ليبيا سواء بتواجد خليفة حفتر أو من يرونه مناسبًا.
نعلم وكلنا متأكدين بأن قرارات الأمم المتحدة والصادرة من مجلس الأمن تكون حسب المصالح، ولن يكون هناك تحرك الا حسب الأهواء والمصالح المشتركة لأصحاب القرار.
قائد الجيش الليبي المشير خليفه حفتر، ورئيس مجلس النواب الليبي عقيلة صالح، موقفهما متقارب ومرحبين بالمبادرة العربية التي أطلقتها القاهرة والتي تهدف إلى وقف القتال، وإطلاق عملية سياسية، وانسحاب جميع القوات الأجنبية من ليبيا.
رحبت الكثير من الدول الإقليمية والعالمية بهذه المبادرة، وبالجهود المصرية الرامية إلى تسوية النزاع الليبي ما عدا تركيا وحكومة الوفاق برئاسة السراج رفضا المبادرة.
يجب أن يكون هناك تحالف مضاد لتحالف الشر.. يجب دعم الأكراد في العراق وتركيا علنًا.. يجب دعم الأحواز في إيران علنًا.. يجب دعم الجيش الليبي علنًا.. يجب إيقاف وصول الإمدادات للمليشيات المتطرفة في ليبيا، والحوثيين في اليمن (برًا وبحرًا وجوًا).
يجب أن يعرف العرب بصفة عامة والليبيين بصفة خاصة بأن من باع ليبيا إلى الحكومة الايطالية سابقًا هي الحكومة التركية، فأي خير سيرونه منهم لاحقًا.
** آخر حرف:
من أقوال الإمام محمد بن علي الإدريسي التاريخية التي وصف بها الأتراك وسياستهم التي ذكرها في الكثير من منشوراته ورسائله، ومن أبرز ما قاله عنهم:
(فمن يمنع الإسلام فليمنعه عن الترك).. وقال: (أي خير جاءنا نحن العرب من الترك، أية منفعة نفعونا بها، فهم يستبيحون الحرم وينتهكون الأعراض، ويتجاهرون بالمعاصي، والخروج على الحدود التي حددها الله ورسوله غير مبالين، ولا متأدبين، فلا الصلاة يؤدون، ولا الشهر يصومون، ولا هم في حكمهم یعدلون).
وقد اتهم الأتراك بالرشوة وكرههم للعرب واللغة العربية ورجال الدين حيث قال: (وناهيك بالرشوة وعكوفهم عليها مع عبثهم في أموال الرعية واحتقارهم للأمة العربية واللغة العربية، وإهمال جميع المصالح العامة، وإهانة رجال الدين إلى غير ذلك مما لا يتصدر إلا عن القوم الظالمين الغادرين).
وكان الإمام محمد الإدريسي يرى بأن الأتراك هم الخطر الحقيقي على الإسلام حيث قال: (نحن حاربناهم قبل الحرب، وحاربناهم بعد الحرب، وسنحاربهم إذا عادوا إلى بلادنا).