ان التعرف على الفوارق بين المخ الذكوري والمخ الأنثوي يفسر لنا الاختلاف في طريقة التفكير والسلوك بين الرجال والنساء.
من أجل مستقبل أفضل في تحقيق أفضل بيئات العمل بين الجنسين في كافة المجالات التي أصبح وجود المرأة شريكًا حقيقيًا لدعم خطط التنمية المستقبلية، حان الوقت ليقول العلم كلمته ونستمع لصوت العقل والمنطق بعيدًا عن الأفكار والمعتقدات الموروثة في بعض البيئات التي تقلل من شأن المرأة وتشكك في قدراتها وامكاناتها.
تعتبر الأكاديمية الأمريكية للعلوم العصبية أكثر الجهات في العالم تخصصًا في علوم المخ والأعصاب وقد أعلنت في مؤتمرها الدولي السنوي بأنه لاشك أن هناك فوارق بين المخ الذكوري والمخ الأنثوي فيما تحتوي القشرة المخية للذكور على المزيد من الخلايا العصبية، ولكن المخ الانثوي يحتوي على المزيد من الزوائد الشجيرية والوصلات التي تكفل المزيد من التواصل بين هذه الخلايا.. وليس معنى وجود الفوارق بين الذكر والأنثى يدل على أن أحد الجنسين أفضل من الآخر، بل ان الخسارة ستكون كبيرة لو حاول البعض أن يستغل كلام العلماء عن هذه الفوارق ليدعي تفوق لجنس على جنس آخر.
يؤكد العلماء ويثبتون بعض الفوارق ويمكن تلخيص بعضها فيما يلي:
المخ والرياضيات: رصد الباحثون في جامعة كاليفورنيا لدى عينة الدراسة بأن نشاطًا متوسطًا في الفص الدماغي الصدغي والمسؤول عن الرياضيات كان متساويًا تقريبًا في كل النساء النابغات والمتوسطات وكذلك في الرجال متوسطي المستوى أما في الرجال النابغين فقد ظهر نشاطًا أكبر في المنطقة مما يعني أنهم استخدموا فصوصهم الصدغية بدرجة أكبر.
المخ والشعر: رصد الباحثون على عينة الدراسة بأن لدى النساء نشاطًا إضافيًا متفوقًا في المنطقة المسؤولة عن المشاعر والعواطف ويمتلكن مهارات لغوية عالية ومتفوقة على الرجال، النساء أكثر تأثرًا بالكلام الموزون وأكثر شاعرية.
المخ والحزن: أظهرت الدراسات نشاطًا واضحًا بالمنطقة الأمامية من الجهاز الحوفي المسؤول عن الحزن الشديد وكان هذا النشاط في الاناث ثمانية أضعافه في الذكور.. أوضح فارق ظاهري بين مخ الذكر ومخ الانثى هو أن مخ الذكر أكبر حجمًا من مخ الانثى حيث يزن مخ الذكر 1350 جرامًا ومخ الأنثى يقل بـ15%
عن وزن مخ الرجل.
عانت المرأة على مر العصور من التمييز بينها وبين الرجل من خلال القدرات العقلية والإمكانات الفكرية والقيادية، وتعرضت للعنصرية في كل الثقافات والحضارات البشرية وهناك من استغل هذه الأبحاث العلمية لإقصاء وتهميش دور المرأة في المجتمعات، وجاءت رياح العلم بما لا تشتهيه سفن العنصريين وقالت كلمتها المنصفة بأن يوجد شك كبير في أمر زيادة حجم مخ الرجل عن مخ المرأة فلو عدلنا حجم مخ الرجل ليتناسب مع وزن جسمه وحجمه فستتوقف المقارنة على الأسلوب الاحصائي الذي نستخدمه وان استخدمنا أسلوبًا آخر تلاشى هذا الفرق وربما أصبح في صالح مخ المرأة.
وظهر أن في بعض المناطق في مخ المرأة تكون الخلايا شديدة التلاصق بدرجة أكبر من مخ الرجل مما قد يعني تعويض الحجم الظاهري.. ويمكن النظر الى مخ المرأة باعتباره أنشط من الناحية الوظيفية إذ تمثل المادة الرمادية فيه نسبة أعلى منها عن مخ الرجل إذا ما قورنت بحجم المخ ككل كذلك مخ المرأة أكثر استخدامًا للجلوكوز (وقود المخ) كما أن نشاطه الكهربائي أعلى أثناء فترات النوم والاسترخاء.. وتظهر اختبارات الذكاء ان معدل الذكاء يتساوى بين الجنسين.. والمشكلة اننا نستطيع أن نحصل على نتائج لصالح الذكور أو نتائج لصالح الاناث بناء على نوعية الأسئلة التي تشتمل عليها الاختبارات.ز وحتى الرجال وجد ان أكثرهم ذكاء لا يتمتع بالضرورة بحجم أكبر من المخ وأشهر مثال على ذلك (أينشتين) حجم مخه في حدود المتوسط والتميز لديه يكمن في عدد الخلايا البينية.
لاشك ان العلاقة بين حجم المخ والتفاوت في القدرات العقلية بين الجنسين وبين أفراد الجنس الواحد في حاجة الى مزيد من الدراسات والبحوث.
وخاتمة القول كم أتمنى أن تتبوأ المرأة المكانة التي تليق بقدراتها وامكاناتها وعدم تفضيل الرجل عليها في بيئات العمل المختلفة بمنطق ذكوري ظالم ومعتقدات فكرية بائدة لا مكان لها اليوم في رؤية الوطن الطموحة.
المرأة أهل للثقة وعملت بكل جدارة واقتدار على تنمية قدراتها والتسلح بالعلم واكتساب المهارات والخبرات التي تجعلها محل التقدير واعتلاء المنصات القيادية بكل ثقة لخدمة وطنها.
* تهنئة خاصة لسعادة السفيرة السعودية الأستاذة آمال المعلمي، هنيئا لك الثقة الملكية بتعيينك سفيرة للوطن في -دولة النرويج- مكان يليق بك سيدتي وخير من يمثل المرأة في المحافل الدولية.. شكرًا قيادتنا الحكيمة لأنكم تقدرون وتعلون من شأن المرأة السعودية في كل مكان.