Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

العمالة.. أحاسيس ومشاعر وأشياء أخرى

A A
تخيل أن تعيش في قصر حتى لو لفترة قصيرة ثم تعاد لنفس المأوى المتهالك الذي كنت تعيش فيه، من المؤكد أن نفسيتك ستتدمر ومعنوياتك ستنهار وسينعكس كل ذلك على سلوكك وتصرفاتك وجودة أداء عملك وانتمائك للكيان الذي تعمل له والمجتمع الذي تعيش فيه، وهذا ينطبق على وضع اخوتنا العمالة الذين واجبهم علينا توفير البيئة المناسبة لهم ومعاملتهم بما يأمرنا به ديننا الحنيف، فبعد أن عاشوا فترة كورونا تحت اهتمام الجميع ونقلوا للعيش في المدارس وفحص في الدخول والخروج ورقابة وعناية وفجأة أعيدوا لما كانوا عليه، وهم لبساطتهم اعتقدوا أنها ستستمر أو على الأقل يلامسوا البدء في استبدال السكن القديم أو تطويره على أقل تقدير.

وأتوقع أمام ما لاحظته من أعمال مركز القيادة والتحكم في إدارة الأزمة وحرصهم على إدارة الكارثة بكافة جوانبها باحترافية عالية بدءهم بتطبيق دليل الاشتراطات الصحية لسكن العمال لمكافحة مرض كوفيد-19 والصادر في ابريل 2020 كحد أدنى في هذه المرحلة لتلافي ما قد يترتب على ذلك من آثار اجتماعية وإنسانية واقتصادية وهذا الدليل من الممكن تطبيقه في مساكن عمال نظافة المدن مثلا لتوفر المساحات الكافية ولكن الإشكالية في المباني والعمارات والتي تفتقد لأماكن الترفيه أو المساحات الكافية لتطبيق التباعد الاجتماعي هذا من الناحية الإنسانية، وأما الجانب الصحي لكي لا تعود تلك المساكن كبؤر تفشي للوباء ومن الجانب الاجتماعي بما يشمله من تقسيمات عدة: كالتقسيم الطبقي والحراك الاجتماعي والديني والقانوني والجنسي والانحراف، والتي تتفاعل عادةً مع النشاط البشري.. وتأثير ذلك على هؤلاء العمالة وأغلبهم في سن الشباب وكلا منهم من بيئة مختلفة وسلوكيات متباينة.

ومن الواجب الأخذ في الاعتبار رؤية المملكة 2030 وما ستشهده من مشاريع عملاقة، وما تتطلبه من إسكان للعمالة على أعلى مستوى وسأتطرق لهذا الموضوع بإذن الله من زوايا مختلفة في مقالات لاحقة.

*متخصص وخبير إدارة أزمات وكوارث

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store