* بذات نهج العصامية، الذي كان عنوان حياته، سار الأستاذ والمؤرخ قينان بن جمعان الزهراني -رحمه الله- في كتابة مؤلفاته الخمسة عن قبيلة زهران، حيث عبّر عن كتابه: (من أعلام زهران) الذي استغرق تأليفه له أكثر من خمسة عشر سنة، بأنه كان في ظل قلة المصادر يسافر لأشخاص في أماكن بعيدة للحصول على المعلومة.
* هذا الجهد الذي كان يقوم به -رحمه الله- كان بدافع شخصي، وجهد ذاتي، تجاه تاريخ زهران، القبيلة التي أشار في أحد لقاءته أنه إلى الآن لم يُكتب (تاريخها)، وهو عندما يقول ذلك فهو يعنيه، سيما وأنه المؤرخ والاسم العلم في هذا المجال، مع اسم علم آخر هو الأستاذ علي بن صالح السلوك -رحمه الله- الذي أهدى إلى روحه كتابه السابق، وفي ذلك عرفان بفضله، وتقدير لجهده في كتابة تاريخ قبيلة زهران العريقة.
* وقد كان أمله أن يُتم ما بدأه من جهد في جزء آخر عن أعلام زهران، في ظل أن هنالك الكثير منهم لم ترد أسماؤهم في كتابه السابق، الذي جاء في 486 صفحة من الجهد القائم على أسس المنهج العلمي في الاستقصاء التاريخي، الذي أفاض في الحديث عنه في أحد مقالاته عن: أسس البحث التاريخي، مع إشارته بما يمثل (غصة) الباحث في أن بعض (البيوت) لم تهتم بتدوين ما يمثل جانباً هاماً في حفظ ذلك التاريخ.
* فيما جاءت كتبه الأربعة الأخرى في ذات الاتجاه، وهي: دراسة شاملة عن قبيلة زهران، وبيت من زهران (صمصمة الدوسي)، وقبيلة من زهران (بني كنانة)، وبيت من زهران الجزء الثاني (أحمد بن فاران الدوسي)، بما يؤكد على حجم الفقد بوفاة مؤرخ قدم الكثير من الجهد في شأن إظهار تاريخ قبيلة هو بحاجة إلى المزيد؛ ليتم توثيقه، وحفظه كما يجب.
* لقد رحل الأستاذ قينان، الذي دخل مجال الكتابة التاريخية من باب الهواية، التي بدأها بتكوين مكتبة خاصة جمع فيها الكثير من الكتب ذات الطابع التاريخي قديماً وحديثاً، وقد باشرت أثراً كبيراً في خلق ملكة الكتابة التاريخية لدى رجل عصامي طموح، بدأ مسيرته الوظيفية جندي بتعليم محدود، وانتهى برتبة ملازم، وهذا يضعنا أمام قامة طموحة بدأ خافتا، وانتهى إلى حيث إشادة الجميع، الذين عليهم تجاهه -رحمه الله- وأمثاله من القامات الفاعلة (أحياء وأمواتاً) واجب هم أدرى من أن أقول لهم هنا ما هو، وعلمي وسلامتكم.