تمر على الإنسان بين فترة وأخرى أفكار خلاقة مثمرة قد تدر له ربحاً وهو لا يعلم، ولكن الغريب في الأمر أننا نتحدث عن هذه الأفكار دون اتخاذ أي خطوات لتنفيذها على أرض الواقع، وحتى ندلل على صحة هذا الكلام دعونا نستعرض هذا النص الذي ذكره براين تريسي حيث يقول: «تشير الإحصائيات إلى أن كل شخص ينتج أربع أفكار كل سنة، كل واحدة منها يمكن أن تجعله مليونيراً لو عمل وفقاً لها»..!
كم عدد المرات التي رأيت فيها شخصاً أنتج منتجاً أو فكرة جديدة وواصل العمل عليها حتى أصبح غنياً؟ عادةً يقول المرء: «خطرت لي تلك الفكرة منذ زمن بعيد!».
بالطبع خطرت لك، لكنك فشلت في تنفيذها حيث لم تفعل أي شيء حيال هذه الفكرة، ونتيجة لذلك: خطر لشخص آخر الفكرة نفسها ونفذها وأختبرها وعالجها حتى اكتملت، وفي النهاية جعل الفكرة الجديدة تعمل بكفاءة عالية، لقد كان بإمكانك عمل الشيء نفسه.
ثم يذكر أستاذنا بل شيخنا الجليل براين مثالاً على هذه الأفكار، ويروي قصة عجيبة مفادها أنه ذهب هو وزوجته إلى حضور مؤتمر في سان فرانسيسكو وعندما انتهى من المؤتمر خرج يبحث عن سيارة أجرة تحمله إلى الفندق، بحث وبحث وطال البحث وهو يمشي حتى وصل إلى الفندق دون العثور على أي سيارة أجرة، وحين سأل موظف الفندق عن السبب في شح التكاسي قال له: «إنك خرجت تمشي من الساعة الخامسة إلى السابعة مساءً وهاتان الساعتان هي وقت الراحة لسائقي التكاسي».
ويواصل تريسي سرد القصة ويقول: بالجانب الآخر وفي نفس اليوم كان هناك أربعة من رجال الأعمال يبحثون عن سيارة أجرة وحين لم يجدوها لم يتشكوا ويتذمروا مثلي أنا وزوجتي، بل أسسوا شركة جديدة توفر سيارات الأجرة لأي باحث عنها في أي وقت، وأطلقوا على هذه الشركة اسم «أوبر» التي قدرت قيمتها في عام 2016م بمبلغ 62 مليار دولار.
حسناً ماذا بقي:
بقي القول: إن الأفكار التي تداهمنا كل يوم تحمل في طياتها الكثير من الخير، ولكن الفرق بين شخصٍ وآخر أن أحدهم أخذ الفكرة وحولها من الخيال إلى أرض الواقع، بينما هناك شخصاً آخر جاءته الفكرة وبدأ يتحدث عنها في المقهى مع أصدقائه منتشياً بلي الشيشة التي في فمه وأكتفى بهذا الحديث!!.