العالم الآن يعيش تبعات الجائحة والتي لا نعرف متى ستنتهي حتى تعود الأمور إلى نصابها.. وهل سينجح العالم في ايجاد التطعيم المناسب؟.. فالوضع حاليًا مبني على التعايش مع الفيروس والتعامل معه بحذر كمتغير مؤثر علينا، لا نملك سلاحًا لمواجهته وبالتالي التخلص منه ومن آثاره.. الأمر الذي يمثل عبئًا على الاقتصاد وعلى الانفتاح العالمي.. ندرك أن هناك حاجة ماسة ليكون هناك انفتاح بعد الإغلاق حتى يستطيع العالم علاج الآثار السلبية التي خلفها لنا.. ولاشك أنه بدون هذا الانفتاح لا يمكن للعالم أن يتعافى ويتماثل للشفاء اقتصاديًا وهي حقيقة الكل يدركها.. وبالتالي كيف يستطيع العالم أن يعود للنقطة التي تركها؟ هي المعضلة التي نواجهها.
قبل الجائحة لم يكن الحال بأحسن، حيث كان العالم يتكلم عن كساد وتراجع محتمل يتجه له العالم، وكل ما فعلته الجائحة أنها عجلت بقدومه وتبعه الاستنزاف الاقتصادي للموارد وتعطيل آلية الإنتاج في الاقتصاد.. ولا نحتاج الى عصا سحرية لنعود لنقطة البداية قبل الجائحة، حيث إن عودة العالم وبقوة هو الأمر المطلوب ليفك هذه المعاناة .. وما سيؤدي الى العودة بسرعة هو توفر اللقاح أو التطعيم وإلا فان العودة ببطء وحذر ستزيد من معاناة الاقتصاد العالمي وعودته ستكون بطيئة وقاتله.. ولن تتوفر موارد للدول كي تساند الاقتصاد وتمنع حدوث كوارث، ولن يستطيع التيسير الكمي أن يستمر لفترات طويلة.. وستدفع الأزمة الى اختلال موازين القوى في الاقتصاد العالمي وربما صعود البعض وتدهور البعض الآخر، الأمر الذي يعجل بحدوث التغيرات المتوقعة على المدى القصير.. فالضغوط الحالية لا يمكننا الاستهانة بتأثيرها، وتعجيل التغيرات أمر ممكن..
لعل وضوح المشكلة وقصور الامكانيات توضح لنا ما ننتظره في الفترة القادمة ولا يتوقع حدوث معجزات سوى ظهور لقاح يخفف من الآثار السلبية.. ولن يتوفر للعالم بالتالي أي عصا سحرية يستطيع من خلالها حل المشاكل المستعصية وتستمر قضية الرهان حول قدرة العالم على امتصاص الصدمة والعودة مرة أخرى الى الطريق الصحيح ولأول مرة تكون الصورة واضحة وليس لدينا القدرة على تبني الحلول والخروج من المشكلة.