Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

شقيق محمد مشالي : سنواصل مسيرة "طبيب الغلابة"

A A
بعد زيارة لقبره اليوم الأربعاء، أعلن الدكتور أسامة مشالي شقيق الدكتور المصري الراحل محمد مشالي، المعروف بطبيب الغلابة أن العائلة ستواصل مسيرة شقيقه، وستمارس عمله الخيري من خلال الأطباء في العائلة.



وقال إن طبيب الفقراء كان قدوة له ومثلا أعلى، متعهدا بمواصلة نهجه من خلال الأطباء الموجودين في العائلة، مضيفا أن العيادة الخاصة بالطبيب الراحل ستغلق لأن أبناءه الثلاثة مهندسون وليسوا أطباء.

من جانبها قالت زوجة الطبيب الراحل إن زوجها حصد حب ودعوات الملايين في الدنيا وسيجازيه الله على ما فعله في الآخرة. وأضافت أن الله وفق أبنائها الثلاثة بدعوات الملايين لوالدهم، الذي ترك لهم إرثا كبيرا من حب الناس وعمل الخير وسيرة طيبة سترافقهم طيلة حياتهم. من جانبه نعى مجلس الوزراء المصري في اجتماعه الأربعاء، برئاسة الدكتور مصطفى مدبولي، الدكتور محمد مشالي "طبيب الغلابة"، الذي وافته المنية أمس، بعد مسيرة ثرية بالتفاني والعطاء، وخدمة الفقراء. وقال الدكتور مصطفى مدبولي: سيظل الدكتور محمد مشالي حاضرا رغم المغيب، وسيظل قدوة ونموذجا لشباب الأطباء، وعلامة مضيئة في سجل أبناء مصر، الذين ضحوا بكل غال ونفيس من أجل خدمة وطنهم، وأبنائه، مضيفا لقد كان نسيجا وحده في الإنسانية والإيثار، وهب طوال مسيرة حياته كل ما يملك لمساعدة الفقراء، وبادلوه مكانة في قلوبهم مرصعة بالحب والعرفان والتقدير. وأضاف: لقد كان الدكتور مشالي راهبا في محراب عيادته، يؤدى يوميا فروض العطاء لمرضاه، لم يتأخر يوما عن طالبيه، سعيدا بخدمتهم دون مطلب أو مأرب، مسخرا جهده ووقته وماله من أجل علاج من لجأ إليه، أو طلب معونته.

ودعا مدبولي شباب الأطباء أن يهتدوا بمسيرة الطبيب الراحل ، ويخلدوا أسماءهم بأحرف من نور في ذاكرة وطن لا ينسى من كان خدوما لأبنائه. وأشاد مدبولي بالخطوات التي اتخذها عدد من المسؤولين لإطلاق اسم الدكتور محمد مشالي على عدد من المنشآت. وكان اللواء هشام آمنة محافظ البحيرة مسقط رأس طبيب الفقراء قد قرر إطلاق اسم طبيب الفقراء على أحد المعالم بقريته ظهر التمساح بإيتاي البارود، تخليداً لذكراه، فيما تقرر إطلاق اسمه أيضا على المراكز الطبية بمدينة طنطا التي عمل بها.

وقد خيم الحزن على منطقة "إيتاي البارود" في محافظة البحيرة، شمالي مصر، حيث استقبال الأهالي جثمان الدكتور "محمد مشالي" المعروف بـ "طبيب الغلابة" لدفنه في مسقط رأسه، بعد وفاته صباح يوم الثلاثاء، حيث أعلنت أسرته الخبر الصادم لمرضاه ومحبيه.



وحتى اللحظات الأخيرة في حياته، حرص "مشالي" على تلبية احتياجات المرضى المترددين على عيادته بمدينة طنطا في محافظة الغربية، كما يؤكد هاشم محمد، مساعد "طبيب الغلابة" منذ منتصف التسعينيات. وقال محمد": "الدكتور (مشالي) حضر إلى العيادة بالأمس وكانت صحته جيدة، أدى دوره بحيوية ونشاط كعادته ولم تفارق الابتسامة وجهه". وأكد مساعد "طبيب الغلابة" أن الدكتور "مشالي" كانت له أمنية أخيرة كثيرا ما تحدث عنها أمامه قائلا:" تمنى أن يأتيه الموت وهو يؤدي دوره داخل العيادة بين مرضاه، لم يرغب في التوقف أبدا عن تقديم المساعدة والدعم للبسطاء".



وأُشيع أن الطبيب المصري تعرض لوعكة صحية مساء الاثنين، نقل على إثرها إلى أحد المستشفيات حيث توفي بعدها بساعات، لكن مساعده نفى الأمر مشددا على رحيله داخل منزله بطنطا.

وكان "مشالي" قد تخرج من كلية الطب قصر العيني في عام 1967، وبعدها بـ 8 سنوات بدأ في استقبال المرضى بعيادته الخاصة بمحافظة الغربية، واشتهر بحصوله على أجر زهيد مقابل الكشف الطبي. محمد الذي رافق "مشالي" لنحو 15 عاما يوضح أنه يملك 3 عيادات صغيرة في أنحاء "الغربية" آخرها عيادته في مدينة طنطا، مشيرا إلى أنه كان يتقاضى أجرا لا يتعدى الـ 15 جنيه، وفي إحدى العيادات يكتفي بـ 5 جنيهات فقط. وبعد ساعات من وفاته نعت النقابة العامة للأطباء المصرية، في بيان رسمي، الدكتور "مشالي"، منوهة إلى أنه قضى سنوات طويلة في خدمة غير القادرين من المرضى، وتقدمت بخالص العزاء لأسرته.



ونظرا لجهوده المستمرة، اختارته نقابة الأطباء بالغربية للحصول على لقب الطبيب المثالي على مستوى الجمهورية، منذ 3 سنوات، ليحصل على تكريم وشهادة تقدير في يوم الطبيب العالمي. وأوضح جرجس رزق الله، أمين عام نقابة الغربية، لموقع "سكاي نيوز عربية"، أن الراحل رمز للطبيب المتفاني في عمله ومهنته دون النظر للمقابل المادي منوها باهتمامه بمصلحة المريض في المقام الأول. وأضاف رزق الله وهو مشارك في وفد للنقابة إلى جنازة "مشالي": "النقابة تنعى وفاته وكانت على تواصل دائم معه، وقامت بترشيحه لعدد من التكريمات لأنه يستحق بالفعل لقب "طبيب الغلابة". وأرسلت مديرية الصحة بالغربية أيضا وفدا من الأطباء لحضور جنازة الطبيب الراحل، كتقدير للدكتور "مشالي" على دوره في خدمة المهنة على مدار عقود في المحافظة.



من ناحيته، اشار عبدالناصر حميدة، وكيل وزارة الصحة بالغربية، إلى أن "مشالي" كان قدوة لجميع الأطباء في المحافظة، كما أنه نموذج يحتذى به في مراعاة النواحي الإنسانية للمرضى. وأكد حميدة على أن "طبيب الغلابة" ترك بوفاته تاريخا مُشرفا في الإخلاص لـ "الطب" لمجتمعه من خلال الرسالة التي قدمها خلال مسيرته، مشددا على ضرورة أن يسير على دربه جميع الأطباء.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store