رصدت «المدينة» عودة بعض العمالة الوافدة لحرق إطارات السيارات التالفة وكذلك الأسلاك بغية استخراج المعادن منها، مما يشكلون آثارا بيئية خطيرة على صحة الإنسان والمكان، وذلك بجنوب جدة.
وبينت الجولة التي قامت بها (المدينة) بمنطقة الخمرة (جنوب جدة) اشتغال عدد من المخالفين في مجال حرق الإطارات، حيث يتخذون تلك المنطقة مقرا لهم بجوار مستودعاتها بعيدًا عن أعين الرقابة ويقومون بحرق إطارات السيارات المستعملة للاستفادة من الأسلاك الحديدية التي بداخلها وبيعها للمصانع، بعشرات الريالات وهو مبلغ أقل من بيع النحاس ولكن المهنة رائجة لوفرة الإطارات وكثرتها في المحافظة.
ورغم تكرار حملات الجهات المختصة وملاحقتهم للمخالفين بجانب حملات منع الإضرار بالبيئة إلا أن الأمر مازال كما هو والزائر لجنوب جدة يستنشق أدخنة الإطارات بل ويراها بالعين في مواقع مغلقة لا تكاد أن تصل إليها.
المجموعة والقائد
ومن خلال جولتنا سألنا أحد العمال عن المهام الموكلة إليه فقال:» المجموعة لدينا تتكون من 4 الى 7 أفراد فيما يقوم قائد المجموعة بجلب المواد إلينا وعادة من يملك منا سيارة نقل صغيرة «دباب» يقوم بإنزال المواد الخام كاملة على الأرض ويبدأ الفريق في العمل.
فرق متعددة
ونوه إلى أن هناك فريق الفرز ومهمته فرز المواد التي يتوقع وجود الحديد فيها ورمي الباقي، والفريق الآخر فريق الحرق والذي يقوم بأخذ المواد التي تحتاج لحرق، لإخراج الحديد منها كالإطارات، والفريق الأخير فريق تكسير ردميات البناء لإخراج الحديد منها وبعد الانتهاء وجمع كمية كبيرة من الحديد يقوم القائد بنقل الحديد إلى محلات بيع السكراب ومن ثم تقسيم المبالغ على أفراد المجموعة، وهكذا»،لافتا إلى أن القيمة المالية تتراوح ما بين 1100 و1130 ريال تقريبا للطن الواحد».
أكاديمي: الدخان المتصاعد خطر بالغ على السكان
من جانبه أوضح رئيس الجمعية السعودية للعلوم البيئية، نائب مدير مركز التميز البحثي في الدراسات البيئية بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة، الدكتور أحمد صمان أن» ظاهرة حرق الإطارات المستخدمة في المرادم المفتوحة من قبل المخالفين من أخطر الممارسات تهديدا على البيئة وصحة الإنسان. حيث إن الدخان الأسود الكثيف الناجم من عملية حرق الإطارات يتكون من انبعاثات لجسيمات عالقة وغازات سامة مثل أول أكسيد الكربون والمركبات العضوية المتطايرة وأكاسيد النيتروجين والكبريت والديوكسينات والمعادن الثقيلة مثل الكروم والنيكل والكادميوم».لافتا إلى أنه جميعها تمثل مصدرا لتلوث الهواء بمواد و مركبات ضارة تخل التركيب الطبيعي للهواء الذي نتنفسه. وبالتالي يؤثر على صحة الإنسان وتحديدا السكان القاطنين في المناطق القريبة من مواقع هذه المرادم».
جلب للأمراض
وأضاف الدكتور صمان:» أثبتت العديد من الدراسات في مجال صحة البيئة وتلوث الهواء أن هذه الانبعاثات لها أضرار صحية كبيرة وطويلة المدى اعتمادا على تركيزها ومستوى التعرض. تشمل هذه التأثيرات الجهاز التنفسي، العينين، والأغشية المخاطية والجهاز العصبي. كما أن بعض هذه المركبات لها القدرة على التسبب في حدوث أمراض سرطان الجهاز التنفسي»مشددا على أن المشكلة الكبرى أن هذا التأثير لا يقتصر على فئة عمرية محددة من الناس المعرضين وإنما تشمل الكبار والصغار من الأطفال».
إجراءات صارمة
ودعا صمان إلى اتخاذ العديد من الإجراءات الصارمة بهذا الخصوص، للحد من التسلل إلى المرادم من قبل المخالفين الذين يقومون بجمع وحرق هذه الإطارات للاستفادة من الأسلاك النحاسية، أو غيرها من المخلفات، وذلك بتشديد الرقابة وفرض العقوبات على المخالفين. بالإضافة إلى تحديد أو فرض طريقة آمنة للتخلص من هذه الإطارات من مصادرها الرئيسة أو العمل على إيجاد وسيلة فعالة لتطبيق طرق تدويرها بشكل مقنن وآمنة بيئيا وتحت إشراف الجهات المعنية.
فرق عمالة للجلب والفرز وتخليص الحديد.. وطن السكراب 1130 ريالا
تاريخ النشر: 08 أغسطس 2020 01:29 KSA
المدينة ترصد عودة حارقي الإطارات بجنوب جدة
A A