.. خرج حسن نصر الله من كهوفه، فأعلن أن مشهد الحريق النووي يمكن إحداثه ببساطة متناهية.. ضحك ساخرًا هذا «النصر الله» وبدأ رسم السيناريو: «مجرد كم صاروخ من عندنا تنزل بحاويات الأمونيا بحيفا نتيجتهن نتيجة قنبلة نووية».
وواصل فصول الاحتراق: «كم صاروخ تنزل بهذه الحاويات في منطقة يقطنها ثمانمائة الف نسمة يقتل منهم عشرات الآلاف»..!!
*****
.. وقبل أن يرتد إلى «النصر الله» طرفه احترق مرفأ بيروت بذات السيناريو.. مات أكثر من 154 وجرح أكثر من خمسة آلاف، غير أن حاويات مرفأ بيروت كان بها 2750 طنًا من نترات الأمنيوم وليست الأمونيا.. فهل للمشهد بقية...؟!!
*****
.. وخرج «النصر الله» ثانية، لكنه حاول أن يكون بمظهر يليق بدراما الحدث، فأعلن بعد اكتمال المشهد بأن لا علاقة لحزبه بمرفأ بيروت.. ولم يكن له أي سلاح هناك، ويصف من يقول ذلك بـ»الظلم»..!!
*****
... فعلى من يضحك نصر الله؟
بالتأكيد على نفسه و»شوية» السذج من أتباعه، أما العارفون ببواطن الأمور وكل اللبنانيين الشرفاء فيعلمون يقينًا أن المرفأ والمطار والمنافذ كلها بأيدي ميليشيا حزب الله.. وأنه الآمر بأمره في بلد تحول إلى ما يشبه الثكنة العسكرية الفارسية..!!
*****
.. وفي خواتيم مشاهد لم تنته بعد: فإن من يرسم فصول المآسي في المنطقة هي ذات اليد القذرة لعمائم الشر التي اختطفت لبنان بحكومته وكل مؤسساته ومقدارته، وصادرت حريته وسيادته واستقلاله، وجعلت قراره في طهران بدلا من بيروت.. وهي ذات اليد التي تشارك بكل قذارة ووقاحة بإغراق دول المنطقة في أتون المشروع الفارسي...!!
*****
.. ونحن نعرف ماذا يفعل حزب الله مع الحوثيين في اليمن؟.. ونعرف مواقف نصر الله المعلنة ضدنا، وما تقوم به ميليشاته في الكثير من المحاور...؟!!
*****
.. ونعرف موقف حكومة العهد التي تباكت على مقتل سليماني ونعته، وشاطرت العمائم أحزانها، في حين انها رفضت حتى مجرد إدانة الهجوم على أرامكو..!!
*****
.. ونعرف عن رقصة جوقة علي بابا والسبعين حرامي بعد الهجوم على أرامكو، وماذا كان ينفث الإعلام الرمادي من محور الشر..؟!!
*****
.. لكن المملكة كعادتها رائدة في مجال العمل الإنساني لا تمن، ولا تتشفى، ولا تستدعي المواقف العدائية في حضرة الإنسانيات..
في اليمن امتدت خدماتها الإنسانية حتى لتلك المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين.. بل ورغم كل ما عملته وتعمله إيران معنا فإن المملكة أرسلت مساعدات إنسانية عام 2005 للمتضررين من الزلزال في محافظة كرمان.. وفي مواطن كثيرة يتجاوز «الإنساني» ردات «السياسي»..!!
*****
.. وعلى ذكر المساعدات فإن الأوروبيين واجهوا الحكومة بحقيقتها كما فعل ماكرون «الخلاص من الفساد وضرورة الإصلاح»، ودول أخرى اتجهت مباشرة الى الشعب، وكأن ذلك رسالة بأن اللوم في الكارثة وتردي الأوضاع يبدأ من ساحة «قصر بعبدا»..!!
*****
.. ويزيد ذلك ألقًا هو مطالبة اللبنانيين أنفسهم بأن لا تعطى المساعدات لحكومتهم خشية «أكلها وعدم وصولها للشعب».. وهذا يعكس مدى فقدان الثقة في الحكومة..
وما قاله اللبنانيون للرئيس «ماكرون» في ساحات بيروت.. وما يقولونه عبر الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي أمر يندى له الجبين لو تحسسته وأحسته حكومات السرايا المحنطة...!!