زرت لبنان قبل عشرين سنة تقريبًا بعد أن عادت إليها عافيتها بعد اتفاق الطائف وكانت السعودية بعد الله سبحانه وتعالى سببًا في لم شمل البيت اللبناني بجميع طوائفه بعد حرب دامية استمرت لسنوات بين القوى المختلفة، حربًا أكلت الأخضر واليابس، ووقفنا على آثار تلك الحرب على العمائر والبيوت والمحلات وما هي إلا سنوات عاشها الشعب اللبناني في دعة وسلام حتى أتاهم من يستعمرهم ويفرض رأيه عليهم ويحتل كل مقدرات البلد بالسلاح الى أن أوصلهم الى الضياع وحل أخيرًا بسببه بالمرفأ البحري ما حل به من انفجار.. وهنا سؤال كبير تطرحه أحداث المرفأ الأخيرة: من سيحاكم حزب اللات الذي يتزعمه سيئ الذكر حسن نصر الشيطان؟ الإجابة الوحيدة هو الشعب اللبناني..
لقد كتبت عدة مقالات سابقة طالبت فيها ضرورة أن يتحرر لبنان من ربقة الاحتلال الإيراني الذي جره إليه وفرضه عليه حزب اللات وجعله بكل ما فيه من طوائف وديانات وأحزاب رهينة محبوسة الأنفاس لإيران وتغلغل في جيشه وخطف عليه أمنه وسيطر على مطاره ولعب في رجال سياسته وأخضع لبنان عن بكرة أبيه لأمره ونهيه، فخسر لبنان بذلك كل من كان يدعمه لوجستيًا وماديًا في الوقت الذي تخلت إيران عن دعم لبنان تمامًا ولَم يكن لها ذكر في الدعم إلا سلاح حزب اللات وتوصيل المتفجرات له والمواد الناسفة والصواريخ والقنابل، فلا يدعم الشر إلا الشرير، وخرج حزب اللات عن كونه محلي التأثير الى إقليمي التأثير فبعث أشراره وجنوده وأفراد حزبه الى العراق وسوريا واليمن منتعشًا منتفشًا فتدهور بذلك وضع لبنان الاقتصادي نظرًا لسوء علاقته مع الدول التي كانت الداعم الأول له خاصة المملكة العربية السعودية ودول الخليج ناهيك عن دعم بعض دول العالم حتى أصبح في الفترة الأخيرة وضع لبنان يرثى له من الناحية الاقتصادية والسياسية فلا حكومة ولا دولة وتحول الناس فيه الى أشباح تبحث عن طعامها في المخلفات من الأكل ولا تأمن على حالها، ولعدم استقرار الوضع انضربت السياحة ولا يرجى لها أن تقوم، وحتى يتم إلهاء الناس عن هذا الوضع المزري اشغلتهم إيران عبر حزب اللات بحادثة مرفأ بيروت التي لا أظن شخصيًا خلفها إلا حزب اللات فتحولت بيروت في جانبها البحري جهة المرفأ الى بقايا حريق قد خلفت مليارات من الخسائر المادية وآلاف من الإصابات ومئات من القتلى، فهذا هو حال بيروت اليوم وإن جنح ناظرك الى الجهة الغربية منها فانك تجد بيروت أيام زمان، بيروت الأهل والعشرة والطيبة، بيروت الروشة وصخرة الروشة، بيروت المطاعم والمقاهي التي تتناثر على طرفي خد الروشة، بيروت عندما تتخلى ولبنان عندما يتخلى عن حزب اللات وإيران يكون كله روشة لا مرفأ، كم يتمنى من زار لبنان وعرفها عن قرب وعرف وداعتها وخفة دم أهلها وتجول في ضيعاتها أن يكتب الله لها استرداد عافيتها وحريتها وخروجها من أسرها التي هي فيه من حزب اللات وكهنوت الملالي الإيرانية.