أصدرت هيئة الصحفيين السعوديين بياناً حول بعض الممارسات الخاطئة التي يقوم بها بعض المتطفلين على مهنة الإعلام من السنابيين الإعلانيين وغيرهم في وسائط التواصل الاجتماعي، والذين ينتحلون صفة «إعلامي» وهم بعيدون كل البعد عن العمل في ذلك المجال، حيث يلجأون إلى أعمال هدفها كسب أكبر رصيد من المتابعين البسطاء لاستقطاب المعلنين، واتخذت الهيئة عدداً من الإجراءات التي تهدف إلى ضبط الممارسة الإعلامية، وحماية المهنة، ومنها: مخاطبة جهات الاختصاص، معبرة عن ثقتها في تطبيق اللوائح المنظمة للنشاط الإعلامي، وتبحث الهيئة مع المستشارين القانونيين آليات محاسبة من يسيء لمهنة الإعلام ويخالف النظم والضوابط التي تنظم الممارسة الإعلامية.
تحرك الهيئة هو حراك يحتاج اليه ويفرضه الواقع الذي تشهده مواقع التواصل في الخلط الحاصل بين الإعلام والإعلان، وهذا الأمر أدى الى وجود الدخلاء على المهنة بشكل لافت ومؤثر على دور الإعلام ومهامه الأساسية، والبحث عن أبواب الانتشار والرواج على حساب المهنة التي تمثل السلطة الرابعة واحترافيتها وتخصصها الدقيق، وكان لابد أن تقوم الهيئة إضافة الى وزارة الإعلام بتقنين المسميات الإعلامية والصحفية وتضعها في مكانها الصحيح وفق ضوابط مهنية موثوقة تبرز دورها وأهميتها ونطاقها، ولا تكون عرضة للجدل أو التصنيف العشوائي الذي جذب الكثير من هؤلاء الدخلاء على المهن الإعلامية بمختلف أنواعها خلال الفترة الماضية، وأعطى لهم البريق الزائف الذي جعل المتلقي بين الرفض والقبول دون أي مؤشرات رسمية تساعده على هذا الاختيار.
ظواهر مواقع التواصل الاجتماعي المتعددة أخرجت لنا الغث والسمين، واختلاط الحابل بالنابل، وتاهت المعلومة الحقيقة وسط زحام الكلام وتعدد مصدِّريها، وأصبح الإعلان ومنتفعوه يتصدرون الساحة الإعلامية لتحقيق المكاسب المختلفة، وحتى المجتمع شارك في هذا الدفع لهذه الفئة سواء بقصد أو بغيره، ثم اتضحت الصورة الحقيقة لهذا الخلط، الذي تأثر به معظم الناس وجعلوا البعض في غير أماكنهم الطبيعية.
نحن بحاجة الى التوثيق والصبغة الرسمية لأي مهنة تزاول بتفرغ أو حتى كهواية، ويلزم على كل جهة إعلامية أن تقوم بهذا الدور وفق القنوات الرسمية لكل من يعمل في مجالاتها وأن يحمل شارة العمل الذي يوثق عمله ومساره أمام الجميع، وبذلك سوف يتلاشى كل الدخلاء تلقائياً على أي مهنة، ويحترفون في تخصصاتهم التي تحقق لهم أهدافهم المختلفة.
بقي من قول الحقيقة والاعتراف بأن كثيراً من الإعلانيين ظهروا في ثياب إعلاميين، وكذلك هناك الكثير من الإعلاميين ظهروا أيضاً في ثياب الاعلانيين، ولابد أن ندرك ذلك جيداً.