مرَّت بي أزمة صحية، لم يمر بي مثلها من قبل، فقد داهمني في الأسبوع قبل الماضي أزمة صحية خانقة، ففي يوم الأحد ارتفعت درجة حرارتي وأصابني انخفاض في التنفس، وظن الأطباء أنني أصبت بالكورونا، وأرسلوني للعزل في البداية، لكنهم تراجعوا سريعاً عبر ثلاث مسحات متوالية أثبتت كلها أنني لم أُصب بها، ولكن التحاليل الطبية المختلفة تضاربت خاصة الكلى وأنزيمات القلب، واحتجزوني في المستشفى من يوم الأحد وحتى يوم الخميس، ثم عادت الأمور إلى تحسن سريع، قرر الأطباء بسببه أن أعود الى المنزل، وأنا اليوم داخل البيت بحمد الله، ويتولى الأبناء البررة الالتفاف حولي، وتلك نعمة بحمد الله أنعم الله بها عليَّ، وأصغرهم أبرُّهم وأكبرهم كذلك، ولا أشكو من أحد منهم بفضل الله ونعمته، وهو من نعم الله العظمى علي، وأسأل الله أن تستمر حتى يحين الأجل، فهي من النعم التي يحمد الله عليها العبد ويشكره، وعدت الى سالف أيامي، قراءة واطلاع على علومي التي تخصصت فيها، وكلي رجاء أن أزداد نفعاً لإخواني بعلمي، وهو العلم الذي سعيت الى تحصيله منذ نعومة أظفاري وحفظت منه ما جعلني عالماً في تخصصي، نافعاً لإخواني أرد على تساؤلاتهم كلما سألوني مما يفسر الصواب والصحيح في العلوم التي تخصصت فيها، ومنذ بداية حياتي وحتى اليوم لم أتأخر عن مهمة التدريس والتعليم حتى وأنا في هذه السن الكبيرة، وآمل أن لا أكف عن هذا حتى ألقى الله، كما مضى مشايخي يفعلون حتى لفي الله كل واحد منهم، مما حصلت من علم على أيديهم، فكلنا في سبيل الله نعمل، ونسأله عز وجل أن يثيبنا على ما نفعل، وأن يجعل ذلك ذخراً لنا يوم الدين، فاللهم ارحمنا واعفُ عنا، واجعل بفضلك خير أيامنا اليوم الذي نلقاك فيه، وأسأل الله أن يمدني بالصحة ما بقي من أيام في هذه الحياة فإذا أتى الأجل نقلني بالرضا منه والعفو والمغفرة، وأن ألقى الأحبة من محمد صلى الله عليه وسلم والأحبة من صحبه ومن صفوة أهلي الذين سبقونا إلى دار البقاء.