Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
إبراهيم محمد باداود

أسلوب الحياة بعد (كورونا)

A A
بالرغم من ظهور موجة جديدة من انتشار فايروس كورونا المستجد في بعض الدول إلا أن الأخبار تتوالى بشأن الوصول إلى لقاح قبل نهاية هذا العام، ولعل التساؤل الذي يدور في أذهان الكثيرين هو: هل ستعود الحياة إلى طبيعتها بعد انتهاء جائحة كورونا والوصول إلى اللقاح الناجح والذي سينقذ البشرية من هذا الوباء؟.

عند مقارنة الوضع أثناء وجود الحظر الكامل أو الجزئي مع الوضع الحالي بعد تخفيف القيود والإجراءات الاحترازية والتدابير الوقائية فإننا لا نلمس تغيراً كبيراً فلا يزال التعامل وفق بروتوكولات محددة ولايزال التواصل مع الآخرين في أضيق الحدود ولازال الكثير يعتمد على التطبيقات الإلكترونية ومواقع التواصل الاجتماعية في كثير من شؤون حياته المختلفة وفي تواصله مع الآخرين، ولايزال الحذر في التعامل هو سيد الموقف عند الكثيرين وخصوصاً خارج إطار العائلة.

يعتقد البعض بأنه من الصعب أن تعود الحياة إلى طبيعتها تماماً كما كانت قبل انتشار فايروس كورونا المستجد بل ستكون هناك معايير حياة طبيعية جديدة سيعتاد الناس عليها حتى بعد انتهاء الجائحة والإعلان عن اللقاح والسبب هو أن جائحة كورونا كشفت للكثير منا بعض المفاهيم الخاطئة والتي كان من المفترض أن يتم تغييرها وتصحيحها منذ زمن ولكن لم تتغير لسبب أو لآخر فجاءت الجائحة وأجبرت الكثير منا على تصحيح تلك المفاهيم وتطبيقها بشكل أفضل، ولذلك فإن البعض لايرغب في العودة للماضي حيث كان يقوم ببعض الأمور بطريقة خاطئة.

عودة الحياة إلى طبيعتها تماماً كما كانت قبل جائحة كورونا قد تكون غير ممكنة إن لم تكن مستحيلة والسبب هو أن جائحة كورونا جاءت بتحديات ضخمة وكانت لها آثار قوية، فبعض الجهات تمكنت من التكيف مع الجائحة وبعضها لم يتمكن، فقامت بعض الشركات والمؤسسات بغلق أبوابها وتسريح موظفيها وبعضها طالب الموظفين بالعمل من المنزل، وعلى مستوى الأفراد أصبح هناك قلق وحذر أكبر في كل ما حول الفرد سواء كأفراد آخرين أو أدوات يستخدمها أو ما يقوم بلمسه والتركيز على التباعد الاجتماعي، كما يتم التردد في بعض الأمور الاجتماعية مثل المصافحة بالأيدي واللقاءات وأصبح الاهتمام أكبر بالنواحي الصحية كنظافة الأيدي وتعقيمها.

بالرغم من خسائر الاقتصاد العالمي الكبرى وبالرغم من عدم الوصول إلى لقاح لفايروس كورونا المستجد حتى الآن إلا أن الحياة لاتزال مستمرة وبدأ العالم يتعايش مع وجود الفايروس مثله مثل باقي الأوبئة التي تعايشت معها البشرية في الماضي وفي نهاية الأمر ستتغلب -بإذن الله- الفطرة البشرية الراغبة في العمل وعمارة الأرض والتعايش على كل تلك التحديات والخسائر الاقتصادية وإن تطلب الأمر اللجوء إلى أسلوب حياة جديد بعد جائحة كورونا.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store