اهتم بمن حولك..!

إذا أردت أن تكون إنساناً بنَّاءً، فيجب عليك الاهتمام بغيرك ومساعدتهم أكثر من أنفسهم، ولا بد من أن تدرك في أن بناء من حولك هو نجاح حقيقي لك وهو الذي يصنع تميُّزَك وبَصْمَتَك في الحياة، لأن التأثير فيهم هو مقياس لنجاحك وتقدُّمك، والعكس صحيح تماماً.

الوالدان هما محور دائرة التأثير في الأبناء منذ الصغر، وهما من يقرران أن يكونا متميزين في مرحلة البناء الأولى لهم وفق التربية المتجددة ودَور القدوة الحسنة لهم، وهذا الدَّور هو لبنة الأساس في تنشئة الأبناء ومستقبلهم، ثم يأتي المعلمُ الناجح والمتميزُ القادر على صنع جيلٍ من الطلاب المتميزين، ليس فقط بعلمه وقدرته ولكن أيضاً كونه قدوةً لطلابه في مسيرتهم العلمية يدعمهم وينمِّي فيهم قدرة التعلُّم بشكل وافٍ وملهم، ويرى ذلك من خلال نتائج طلابه في مستقبلهم، وتحقيق النجاحات تلو الأخرى في حياتهم الخاصة والعملية نحو الأفضل، وكذلك القائد الناجح في العمل الذي يكمل الدور في هذا التأثير ويصنع الفارق في مرؤوسيه من خلال التعامل بالقدوة والدعم والتأثير البنَّاء بهم لصناعة صف ثانٍ وصف ثالث من الموظفين القادرين على إكمال الأعمال بمهارة وإنجاز متحقق ومستمر.

اهتم بمن حولك، لأن العديد ممن يعانون من الفشل المزمن يكون ذلك بسبب أنهم لا يفكرون بأحدٍ سوى أنفسهم، ويهتمون برأي الناس فيهم، ويجتهدون ويركزون لخدمة أنفسهم ومصالحهم فقط، محور اهتمامهم معدوم أو قليل بالآخرين، فإذا كنت منهم فخذ نصيحتي بالتوقف عن الاهتمام فقط بنفسك وابدأ في وضع الآخرين في حساباتك!.

إذا كان لك تاريخ من الفشل المتكرر وكنت تكرِّس طاقتك للوصول للمركز الأول، فربما تحتاج إلى طريقة جديدة من التفكير، طريقة يأتي فيها الآخرون أولاً، بعيداً عن الأنانية التي تمنعك من تحقيق أهدافك وأحلامك، وتحتاج أيضاً إلى تغيير وتحسين نهجك للوصول إلى النجاح، وتذكَّر جيداً بأن ذلك النجاح مرهونٌ بمن حولك، لأنهم من يُقر لك بهذا النجاح من خلال اهتمامك وتأثيرك فيهم وليس غير ذلك.

ليس من العيب أو النقص الاهتمام بالنفس، ولكن عدم الاهتمام بالآخرين هو المشكلة الواجب مواجهتها وحلُّها، لأن ذلك سينعكس على نتائجك ومسيرتك، وسوف ترى أن إضافة قيمة للآخرين من حولك واعترافك بقدرتهم ودورهم في حياتك سوف يجعلهم يقفون إلى جوارك كلما احتجت إليهم وطلبت ذلك أو حتى لم تطلب منهم، واعرف دائماً بأن خلف كل إنسان عظيم وإيجابي إنساناً آخر عظيماً.