لا شك أن أخطر مواجهة تتعرض لها دولنا العربية خاصة الخليجية المعتدلة هي المواجهة المستمرة مع إيران منذ ظهور الكيان المسمى الدولة الإسلامية الشيعية، والتي أريدَ تصديرُ ثورتها لدولنا التي فيها أقليات من الشيعة، فقد خططت إيران وفي ذهنها أن بينها وبين هذه الدول اختلافاً في المذهب والعقيدة، وظهرت فكرة تصدير الثورة أو بمعنى آخر: إقناع شيعتنا بمبادئ الثورة الإيرانية، وبناء مجموعات تدعو إليها في بلادنا، حتى سمعنا حزب الله الحجازي أو في الحجاز، والمقصود المماثلة بين حزب الله الإيراني وحزب شيعي آخر في منطقة أخرى في أهم دول الخليج، وظهرت جماعات إرهابية عاملة في بعض دولنا الخليجية ذات الأقليات الشيعية، وخُدعت بعض هذه الأقليات وانضمت الى المماثلة لها الإيرانية، وأصبح لها عمليات داخل بعض دولنا الخليجية، رغم أن دولنا حتى الآن لم تدعُ الأقليات السنية في إيران لمثل هذا، وظلت إيران تجتهد في إنشاء جماعات شيعية مهمتها محاولة إثارة الاضطراب في دولنا الخليجية، ومحاولة دس جماعات إرهابية شيعية بين بعض سكان بلادنا من الشيعة لتعمل ضد أوطانها، ورغم فشلها الذريع إلا أن إيران لا تزال تنشط في المجال، ونسمع بين الحين والآخر عن القبض على مجموعات إرهابية شيعية تعمل ضد أوطاننا الخليجية. وهكذا استمرت حرباً سرية وجهرية ضد دولنا الخليجية المحرك الأساسي لها دولة إيران في شكل جماعات إرهابية شيعية تقوم بالمهام نيابة عن إيران بعد أن فشلت فكرة تصدير الثورة، رغم تدهور الحالة الإيرانية اقتصادياً وسياسياً وحتى شعبياً، ولا تزال المظاهرات ضد الحكومة تثور بين الحين والآخر، وتطلق الحكومة الإيرانية عليها النار وتقبض على من تشاء منهم وتودعهم السجون، حتى كادت إيران أن تصبح سجناً كبيراً للشعب الإيراني، يلاحظ ذلك كل من زار إيران واختلط بأهلها.
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
