Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

سيدة عمرها 83 عاما تجسد طفرة المشروعات السياحية بعسير

كثافة أعداد الزوار تدفع أبناء المنطقة للاستثمار والابتكار

A A
شجعت الحركة السياحية الكبيرة التي شهدتها عسير أبناء المنطقة على التوسع والتطوير في مشاريع سياحية فريدة ونوعية وبأيدٍ سعودية شكلت نسبة 100% مقارنة بالعام الماضي، وعمل عدد من أهالي المنطقة بينهم سيدة عمرها 83 عامًا وفق المعطيات السياحية بما في ذلك القرى الأثرية والقلاع والحصن والمزارع الجبلية لتتحول إلى علامات تجارية، الأمر الذي أسهم في رفع نسبة الإشغال بشكل عزز حضور الاستثمار المحلي وتطوير منظومة العمل في مجال السياحة والفندقة وتعزيز حضور التراث القديم وفق برامج حديثة تتوافق مع متطلبات العصر.

المطاعم والمقاهي السياحية

وشهدت قرى «بني مازن» التي تقع غرب مدينة أبها على سفوح عدة جبال وتلال تتوسط متنزهات السودة وجبل نهران، حركة استثمارية نشطة في مجالات عدة من أهمها المقاهي والمطاعم السياحية ذات الطابع الريفي الجميل، التي تحتل مواقع مميزة وسط غابات العرعر والمدرجات الزراعية ذات الطابع التقليدي العريق.

ويؤكد فايز المازني -مالك ومشغل مقهى- أن موسم الصيف أصبح من أهم الفرص الاقتصادية للأسر التي تسكن بالقرب من المواقع السياحية ذات الإقبال الكبير مثل قرى بني مازن التي تجذب آلاف الزوار سنويًا بسبب طبيعتها البكر وآثارها العريقة وكرم أهلها وحسن وفادتهم للزائر، مشيرًا إلى أنه افتتح مقهى يقدم جميع أنواع القهوة والشاهي والمشروبات الباردة في موقع مميز وإطلالة ساحرة، حيث يعمل هو وأبناؤه وبعض أقاربه في خدمة الزبائن، مما عزز لدى الأبناء حب العمل والتدرب على مهارات جديدة، إضافة إلى العائد الاقتصادي الجيد.

جلسات عائلية

من جانبه يشير محمد يحيى -صاحب مقهى- إلى أن المشروع الذي افتتحه بالشراكة مع أفراد من عائلته وفر فرص عمل صيفية لأكثر من 40 شابًا وفتاة من أبناء وبنات القرى، حيث يحتوي المتنزه على أكثر من 50 جلسة عائلية مطلة على سفوح خضراء تجذب أهالي المنطقة وزوارها من المصطافين، مع توفر خدمة المشروبات الساخنة والأكلات الشعبية وقسم لألعاب الأطفال، مبينًا أن الموقع قائم من ثلاث سنوات ويتكون من قسم يحوي بعض المقتنيات الأثرية ومقهيين وبيتًا تراثيًا، ومسجدًا.

ولم تقتصر المشاركة في خدمة مرتادي مقاهي ومطاعم قرى «بني مازن» على الشباب والفتيات بل كان للآباء والأمهات دور فاعل في القيادة والتوجيه، حيث يؤكد عبدالله هادي عسيري -صاحب مزرعة ومقهى- أن والدته حليمة علي المازني (83 عامًا) تقود فريق العمل العائلي، الذي يبلغ عمر أصغر فرد فيه ست سنوات، مشيرًا إلى أنهم حولوا مزرعة تنتج الفواكه والورقيات إلى مزار سياحي، مبينًا أن الفكرة انطلقت عام 2016 تماشيًا مع رؤية المملكة التي ركزت على تطوير السياحة، وقال: درست العائلة نقل بعض التجارب السياحية الريفية المعروفة عالميًا إلى المملكة، وبعد الاتفاق على الإطار العام للعمل، تم تجهيز الموقع الذي يضم جلسات عائلية وسط المزرعة بلمسات مستوحاة من تراث وبيئة المكان، وأشار إلى أن فريق العمل يتكون من 25 شخصًا من العائلة وأبناء وبنات القرية منهن عدد من أصحاب الشهادات العليا، اللاتي يشتغلن في أوقات فراغهن، حيث يضم المطبخ الذي يعد الأكلات الشعبية 15 فتاة.



أكلات شعبية وعالمية

وأبان عسيري أن المقهى الذي يديره يقدم خدمات مميزة للزائر والمصطاف في منطقة عسير من أهمها الجولات السياحية في أحضان الطبيعة والتعريف بأبرز المعالم التاريخية والأثرية في المكان، إضافة تقديم أكلات شعبية تقليدية من منطقة عسير تصنعها خبرات مدربة من بنات القرية داخل مطبخ المتنزه، وعدد من الأكلات الغربية والشرقية مثل الإيطالية والأمريكية لأن هناك زوارًا من السياح من خارج المملكة والبعثات الدبلوماسية في المملكة.

ولا تقتصر الخدمات التي يقدمها فريق العمل في المتنزه على تقديم المشروبات الساخنة والأكلات الشعبية فهناك فعاليات مصاحبة منها أنشطة زراعية للسائح مثل تدريب الأطفال على زراعة بعض المنتجات المحلية، كذلك تنظم رحلات سياحية لبعض الأماكن الأثرية العريقة مثل مسجد «المخض»، إضافة إلى مسار مشي «هايكنج» طوله 3 كم.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store