من أجمل الأوقات التي يقضيها الإنسان الاستثمار الناجح لوقته والاستزادة من العلم الذي يوظفه في حياته الشخصية والمهنية ويطبق ما يمكن تطبيقه في الواقع الذي نعيش وفقًا لمتطلبات العصر، علم الإدارة والقيادة في تطور مستمر وما تتناوله الكتب المترجمة القادمة لنا من بيئات بعيدة عنا ولكننا في زمن تبادل المعرفة ولا ضير في استنساخ نجاحات الآخرين ومحاولة تكييفها مع بيئات العمل لدينا لنلحق بركب المتميزين في كل مجال.
كتاب مترجم حصلت عليه من مكتبة جرير بعنوان (طرق التفكير الأربع... كيف تؤثر وتحفز وتقود فرقًا عالية الأداء).. يتحدث عن العوامل التي تحفز الموظفين على العمل، وكيفية تغيير طرق الإدارة والدوافع والعقليات، والعقلية التي يتسم بها الموظفون ذوو الأداء العالي في الوقت الحالي ودوافعهم، والعقلية التي يبحث عنها القادة وكيفية خلق الرغبة لدى الموظفين لتحقيق الأداء العالي وكيف يصبح القائد ذا حضور قوي؟.
الحياة تغيرت وعقلية الأداء العالي والعوامل المحفزة عما كانت عليه قبل عشرين عامًا ليست هي المناسبة اليوم، ومعظم القادة ليسوا على دراية بذلك ناهيك عن قدرتهم على وصف طبيعة الاختلاف وأسبابه.
تعتبر عقلية الأداء العالي ذات أهمية بالغة وهي تتألف من أربع عقليات بالغة الأهمية - عقلية الذكاء الانفعالي، وعقلية الارتباط، وعقلية النمو، وعقلية الأداء.. هذه العقليات بالغة الأهمية لزيادة الأداء والإنتاجية لدى الموظفين وتعزيز انتماءهم للمؤسسة.
ان استخدام عقلية الذكاء الانفعالي من قبل القادة ذوي الأداء العالي سيعمل على تحفيز عقليات الموظفين ذوي الأداء العالي ويلهمهم الأفكار الإبداعية ويعزز ثقتهم واحترامهم داخل فرق العمل.
اما استخدام عقلية الارتباط من قبل القادة سيعمل على تحفيز عقليات الموظفين ذوي الأداء العالي وترابطهم وتفاهمهم واهتماماتهم.. وعقلية النمو لدى القادة تحفز عقلية الموظفين من أجل الارتقاء بالنفس وزيادة الدافعية نحو التعلم والابداع، وعقلية الأداء لدى القادة تحفز الموظفين للتركيز والمسئولية والانجاز داخل الفريق.
القائد القدوة الذي يلتزم بالقيم المؤسسية الصادق مع نفسه أولا يفرض احترامه على فريق عمله ويعزز الثقة بينه وبين من يعملون معه ومن انجح الطرق للتأثير في الموظفين وتحسين أدائهم في العمل تتمثل في تبني كل قائد عقلية القدوة الحية ليكون نموذجًا يحتذى كما قال بيتر دراكر: (ان الموظفين يحاكون ما تقع عليه عيونهم).
في بيئات العمل نماذج إيجابية وأخرى سلبية ما أروع ان نعزز الإيجابي ونتجاهل السلبي ونمضي قدمًا نحو تحقيق الهدف المنشود.
توقفت كثيرًا عند المقال الذي كتبه الأستاذ محمد نغيمش الأسبوع الماضي وانتشر انتشارًا منقطع النظير في كل مواقع التواصل الاجتماعي بعنوان (سرعة التخلص من الكفاءات) مع ايماني العميق بأن هناك من يمارس هذه السلوكيات في إيذاء وتهميش المتميزين واقصائهم والتقليل من شأنهم، ولكن نحتاج في هذه المرحلة التاريخية من بناء وطن المستقبل الى الكثير من التفاؤل والإيمان العميق بأننا لا نعيش في عالم مثالي وان المتميز والعاشق لعمله المؤمن بدوره في الحياة سيجد طريقًا للنجاح والتفوق والتميز رغم كل التحديات والظروف المحيطة به حينها سيكون للنجاح طعم آخر، من يعاني في حياته الشخصية والمهنية أهمس له بكلمات من واقع الحياة، كل إنسان منذ ميلاده وحتى وفاته له قدر لابد أن يعيشه وحكم الله نافذ، لن ينفعك أحد بشيء إلا إذا كتبه الله لك ولن يضرك أحد بضر إلا كان مقدرًا عليك في اللوح المحفوظ.. الإيمان والصبر توأمان متلازمان كلما ارتفع لدينا كلما غمرت حياتنا السعادة الحقيقية، أحبوا الحياة بكل ما فيها من حلوها ومرها واستشعروا عظمة الله وقدرته في كل شيء، وعلى كل قائد ولاه الله أمرًا من أمور عباده أتق الله فيما أؤتمنت عليه لأننا جميعًا سنقف بين يدي الله وسنسأل عن كل صغيرة وكبيرة (وقفوهم إنهم مسئولون).