يحتفل السعوديون والمحبون للسعودية في الأرض كلها هذا العام بالذكرى التسعون لميلاد الأمة السعودية.. وذكرى إعلان أول وحدة عربية في العصر الحديث.. ويحق لهم الاحتفال بهذا المنجز الكبير والعظيم.. فمن بلاد وأقاليم مترامية الأطراف ومتناحرة ومهددة بالخوف والجوع والمرض يغلب عليها الذل والمسكنة والضعف.. إلى دولة قوية الأركان عالية الكيان.. وشاهقة البنيان .. إنها وبكل فخر المملكة العربية السعودية.
لقد كافح وناظل الأباء المؤسسون بقيادة الملك العظيم الإمام عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل .. بكل جد واجتهاد واخلاص .. صدقوا ما عاهدوا الله تعالى عليه فكانت مسيرة التوحيد الكبرى ..
وتحقق بإرادة الله تعالى لهم ما أرادوا.. وتم ميلاد المملكة العربية السعودية دولة عربية دينها الإسلام ودستورها القرآن الكريم وسنة النبي صلى الله وعليه وسلم.. دولة قوية لا ترضى إلا أن تكون بالمقدمة وشعب قوي وأبي.. وقيادة حكيمة..
تمر السنوات وتمر عقود الزمان عقداً يطوى عقد ويزداد افتخار السعوديين بوطنهم..
كيف لا يحدث ذلك؟
والسعوديون قد صنعوا وحدتهم وبنوا أركان دولتهم وأعلنوا ميلاد أمتهم بفضل الله ثم بقوة وحنكة الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل.
ويزداد الفخر والإعتزاز بالوطن.. والسعوديون هم وهم فقط من صنع نهضة لوطنهم.. نهضة شاملة في شتى المجالات التعليمية والعمرانية والصحية والاجتماعية والعسكرية وبقية المجالات..
وتزداد النهضة والقوة بفضل الله تعالى ثم بحنكة وحكمة ملوك هذه البلاد.. وتتجاوز السعودية كل الأفاق.. وتنطلق لتكون وخلال سنوات وجيزة في مصاف الدول المتقدمة اقتصادياً وتعليمياً واجتماعياً لتقارع الكبار.. وتكون من ضمنهم..
قوة السعودية واشعاعها الفكري والتنموي والخيري لا يتوقف.. وإرادة السعوديين لا تنضب ومعينهم الصافي يجري ويسيل ..
واعتزاز السعوديين بوطنهم وإنتمائهم الصادق والأبدي لا يعترف بحدود الجغرافيا ولا معادلات الفيزياء يفاخرون ويفتخرون ويباهون ويتباهون بوطن صنع المستحيل وطن صنع المعجزات.. في شتى المجالات.
حقق أعظم وأقوى وحدة.. وصنع أسرع وأقوى واشمل عملية تنموية في عصر البشرية..
ويردد السعوديون في يوم وطنهم المجيد مطلع القصيدة الشهيرة:
دارنا ماهي كل الديار
شمسها تسبق الشمس بنهار
أهلها أهل الشيم
عمروها من عدم
سطروا فوق العلم لا إله إلا الله.
ورغم القوة والعزة والثراء التي تعيشها السعودية وطناً وشعباً .. لم تنس السعودية أمتها.. فكانت السند الأهم والأقوى لنصرة كافة قضايا الأمة العادلة. وكانت نصيرة السلام والوئام في كل العالم دون استثناء.. وطافت قوافل المساعدات السعودية القارات والبحار والمحيطات تلهف المحتاج وتشبع الجائع وتنصر الضعيف وتعالج المريض.. من دون منة أو أذى..
فكانت وما زالت السعودية هي النموذج الناصع البياض للأوطان..
وبعد.. فاللهم أحفظ وطننا.. وقادتنا وأكتب العزة للسعودية وأهلها واخر دعوانا أن الحمدلله رب العالمين.