بعض الناس يريد أن يكون كاتباً وهو لم يقرأ في حياته كتاباً لكنه يريد أن يكتب ويريد أن يكون هو الأول الذي (لا) يمكن لأحد أن يسبقه، ومثل هذا (لا) يمكن لأحد أن يقنعه بأنه واهم، وأنه من سابع المستحيلات أن يقنع أحداً بموهبته أو يسبق أحداً حتى ولو وضعوه في سهل شاسع، وقالوا له امشِ فيه بمفردك. وهذه حقيقة وليست حكاية من حكايات بعض المهزومين الذين (لا) يمكن أن يقتنعوا في أن الكتابة عشقٌ بدايتُه القراءة الواعية التي (لا) تختلف عن الجنون الذي يحملك إلى عالم الإبداع، والإبداع ليس مفردة سهلة، بل هو شيء يشبه العطور -ولا يشبهها- في كثير من الملامح التي تأتيك كتاء الأنوثة وألف الكرامة التي هي مخ الفكر وعطر الرجولة وملح الحياة.
تعبت وأنا أكتب لمثل هؤلاء الفارغين رسائل مملوءة بالحب والخوف عليهم من ألم التوسل والتسول المسكون بالخنوع والخضوع، وكل هذا من أجل نشر مقال فارغ (لا) قيمة فيه و(لا) هدف من نشره سوى التحايل على الآخر وإقناعة بموهبة فاسدة (لا) يمكن أن تجد لها مكاناً في يوم من الأيام سوى أمكنة من وهمٍ وصورٍ مشوهة لرجولة أرهقت كرامتها جداً وفرطت فيها إلى حد (لا) يمكن لأحد أن يصدقه سوى تلك النفوس الغارقة في الجهل والمسكونة بجنون العظمة ومرارة الحزن المكابر والمُصر على مواصلة السذاجة إلى ما لا نهاية ليكون المتلقي أو تكون أنت أو أنا الضحايا لمرضى البلاهة وعشاق الظهور على حساب المنطق الذي أجزم وأقسم أنه أفسد على الواهمين رغبتهم وشهيتهم، ذلك لأنه يؤمن تماماً بأن الذاكرة المعطوبة (لا) تسكن سوى في جسد معطوب!.
(خاتمة الهمزة).. يتفق المجانين وعشاق الظهور والشهرة في كرههم للرسائل المهذبة ككرههم للموت وأكثر.. وهي خاتمتي ودمتم.