يصادف اليوم الأربعاء 23 سبتمبر الموافق 1 الميزان ذكرى اليوم الوطني الـ 90 على يد الباني والمؤسس لهذا الكيان الكبير الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن -طيب الله ثراه- والذي استشرف المستقبل في بناء دولة.. فكان حلماً جميلاً.. حيث انبلج فجر الحضارة في هذه الرقعة المترامية الأطراف بفطنة القائد الذي أدرك أهمية بسط الأمن والأمان، فبدونهما لا يمكن لحضارة أن تقوم.. فقام بتأليف القلوب وحوَّل المجتمع من قبائل متناحرة الى بوتقة يسودها الأمن والسلام، وكان من أولى أولوياته تأمين دروب الحجاج وبسط الأمن على ربوعها مما استلزم تأمين الموانئ والقضاء على قراصنة البحر، وتأمين الطرق البرية للقوافل ودحر قُطَّاع الطرق.. فبسط الأمن على جميع أنحاء دولته، وها هو الأمن نهر جارٍ يعبره حجاج بيت الله الحرام كل عام.
نعم سبعة ملوك تعاقبوا على حكم الدولة السعودية ولكنهم على نفس المنهج وخريطة الطريق التي رسمها القائد المؤسس في جعل القرآن الكريم دستوراً للدولة، والشريعة الإسلامية قانوناً لحكم البلاد.. فكان لهم التمكين والسمع والطاعة.. تسعة عقود من الإنجازات جعلتنا نقارع أعتى الأمم حضارة وتقدماً.. دول متجذرة في أعماق التاريخ تفوقت الدولة السعودية عليها وأصبحت تقارعها الند بالند؛ في الاقتصاد والسياسة والعلم والصحة.. كما كان لاكتشاف البترول أهمية في تعزيز الاقتصاد السعودي، وهو هبة الله وكنوز للدولة التي أخلصت في العمل مع جميع أبناء العالم الإسلامي، بل وتمد يد العون لهم وتتحمل مسؤوليتها الإنسانية؛ الإقليمية والدولية لامتلاكها مقومات قيادة العالم الإسلامي؛ لاحتضانها للحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة، ففي تلك البقعة الطاهرة مكة المكرمة قبلة المسلمين ومسرى رسوله الكريم ومهد الحضارة الإسلامية، وفي المدينة المنورة مسجد رسوله الكريم وانطلاق الدولة الإسلامية والتمكين للرسالة المحمدية..
لم يكن عمل شركة أرامكو في استخراج البترول وتصديره إلا مزيداً من التوفيق للاستثمار الحقيقي، وبناء اقتصاد قوي وهي الآن أكبر شركة في العالم على الإطلاق والأكثر أرباحاً.. فقادت الثروة إلى البناء الحكيم (للإنسان السعودي) وفُتحت المدارس والجامعات ليكون التعليم حقاً للجميع وأساساً للاقتصاد المعرفي.
إن عهد الملك سلمان بن عبد العزيز عهد زاخر، لا يستطيع المرء رسم ملامحه في هذه العجالة. وها هي السعودية تقود مجموعة العشرين G
20 للعام 2020م وتصبح محط أنظار العالم في اجتماعات عالمية حتى وإن كان (عن بعد) لظروف جائحة كورونا. وقد كان اختياره لسمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان البوصلة الحقيقة في رسم المستقبل لدولته الطموحة فكانت الرؤية السامقة المعتمدة على العمق العربي والإسلامي، وقوة استثمارية رائدة، ومحور ربط بين القارات، وربطها ببرنامج جودة الحياة لتوفير الحياة الكريمة للمواطن والمقيم؛ وأصبحت لدينا مقومات لتلك الجودة وهي: الرياضة والسياحة والترفيه وهي مصادر لسعادة الإنسان وفي نفس الوقت مصدر استثمار يدعم الاقتصاد السعودي.. ولدينا الآن مشاريع مستقبلية عالمية في نيوم، والقدية، ومشروع البحر الأحمر.. كما اعتمدت الدولة على التقنية والتحول الرقمي في كافة تعاملاتها وفي كثير من الوزارات معتمدة على الأمن السيبراني حيث حققت المملكة المرتبة الثانية عالمياً في محور التحسن المستمر في مؤشر الأمن السيبراني للشركات في تقرير الكتاب السنوي للتنافسية العالمية.
وحق لنا في هذا اليوم أن نكرم منجزاتنا الوطنية وأن نفخر بالحلم الذي أصبح حقيقة، وما نتمناه أن تكون وزارة التعليم قد أعدت خطة تربوية لأبنائنا الطلاب في هذا اليوم لتعميق جذور الانتماء والولاء لهذا الكيان الكبير الذي نضاهي به الأمم فخراً واعتزازاً.