عزيزي الإنسان.. أنت لست مَلَك.. لا تخدعك نفسك!
يُصدر منك الكثير من الأخطاء، وربما المصائب لكنّك لا تراها، لا تشعر بها، بل ويزداد الأمر سوءًا حين تُواجه بها وتُنكرها ولا تعترف بها.. أنت لست مَلَك، فأنت تُسيء الظنّ كثيراً بمن حولك بأقوالهم وتحركاتهم وحتى بغيابهم!!
تتصيد لهم الأخطاء، بل تُفسّر على هواك وحسب ما تُريد، وحتى نواياهم الحسنة تخوض فيها وتراهن على أنها غير ذلك.. بل ولست المقصود فيما يعنون أو يقولون وتصّر أنك المقصود!! وتظنّ أنك محور كل حديث وكل اجتماع، وأن من حولك يتحدثون عنك!!
يا إلهي..!!!
عزيزي الإنسان.. أعدّ حساباتك، انظر نظرة صادقة لنفسك، لكلماتك، لأفعالك وحتى لقلبك.. قوّمها ..نقّها.. أنقدها قبل ملامة الآخرين، أحسن الظنّ بأقوال من حولك، بأفعالهم، لا تبنِ عنهم فكرة، ولا يمتلئ قلبك بالغضب والغلّ والحنق لمجرد أنك (شعرت أنهم يقصدون كذا..) أحذف من قاموسك (أحسّ) وابنِ رأيك وسلوكك تجاههم بواقعية، واترك إحساسك (المريض) لأنه سيبدأ بك حين الهلاك لا بغيرك .. ستجد نفسك يومًا خاليًا من الأحبة والرفاق بسوء ظنّك وظلامية إحساسك، ستجد نفسك مُمتلئ ذنوب لأنك ظالم، ممتلئ حزن وتعب لأنك واهم.
عزيزي الإنسان تعلّم أن تُسامح لأنك أول المستفيدين، سيكون قلبك هادئًا مُزهرًا، تعلّم أن تُحسن الظنّ بكل من حولك ستكون أول المستفيدين لأنك ستحمل قلبا نقيًا محبّا، ستبتسم من قلبك لكل من حولك.. ستكون راضيًا..
وتذّكر أن العمر أيام وستمضي، ومن حولك ليسوا مجبورين على تقديم ملفات تفسّر كلماتهم وتبرر أفعالهم، والعمر يمضي .. يمضي!
وأخيرًا.. تأمّل كثيرًا وطبّق ما هنا (خذ العفو وأمُر بالعُرْف وأعرض عن الجاهلين).