بما لا شك فيه أن المسؤولين في القطاع الصحي يحرصون دائمًا على توثيق وإظهار إنجازاتهم إعلاميًا.. وهو حق مشروع للجميع.. لكن يجب أن يخضع الظهور الإعلامي للمسؤول وإنجازاته إلى رقابة دقيقة من قبل وزارة الصحة وتحري الدقة والمصداقية في النشر.. فقد انتشرت مؤخرًا الكثير من الأخبار التي تروِّج على أنها إنجازات فذة وهي في الحقيقة لا تتعدى كونها تحسينات لا ترقى للمستوى المطلوب، ومن أمثلة ذلك افتتاح منشآت صحية كبيرة وفي الحقيقة أنها غير مكتملة من جميع الجوانب سواء كانت الإنشائية أو التجهيزية أو البشرية ولم تقدم أي إضافة للخدمات الصحية وتشغيلها يتم بطريقة غير نظامية على حساب كوادر وعقود المنشآت الأخرى والمتدربين والمتطوعين من طلبة الجامعات.. ومن الأمثلة أيضًا الإعلان عن توريد جهاز نادر أو افتتاح قسم تخصص نادر وعند التحقق تجد أن الجهاز مركون في إحدى الزوايا ولا يوجد متخصص قادر على تشغيله والاستفادة منه وتجد أيضًا أن التخصص النادر الذي تم الإعلان عنه غير موجود بعد افتتاحه بأربع وعشرين ساعة بسبب أنه لا يتوفر استشاري بنفس التخصص ولا تتوفر الإمكانيات اللازمة لتشغيل القسم.. ومن الأخبار المتكررة الإعلان عن التعاقد مع استشاريين بأعداد كبيرة ومن دول متقدمة وبعد البحث تجد أن نسبة كبيرة منهم لم يباشروا العمل والذين باشروا لم يستطيعوا اجتياز اختبارات الهيئة السعودية للتخصصات الصحية وتم أنهاء عقودهم بعد أن عبثوا في صحة المرضى بدون حصولهم على الترخيص المهني... ومن الأخبار المضحكة أيضًا افتتاح قسم معيَّن وهو بالحقيقة لا يتعدى كونه نقل قسم من مكان إلى مكان آخر في المنشأة بنفس الطاقم والتجهيزات.. علاوة على الكثير من مشروعات التطوير التي يتفاخر بها بعض المسؤولين وهي مجرد دهانات وديكورات جديدة فقط.
أقترح على الوزارة أن تمنع نشر الأخبار من قبل المناطق على أن يتم النشر عبر موقع الوزارة الرسمي بعد التحقق من قيمة الخبر وصحته ومدى تأثيره على مستوى الخدمات المقدمة وأن يكون الإنجاز مكتملاً من جميع المتطلبات ومستمرًا في الخدمة وليس مؤقتًا.. مع شكري وتقديري لجميع المسؤولين المخلصين الذين يعملون بصمت ويقدمون إنجازات حقيقية بعيدًا عن الفلاشات الإعلامية.