الطاقة الإيجابية والطاقة السلبية موجودة وتحيط بنا من كل جانب، ولكل شخص منا له جذب وانجذاب نحو هذه الطاقة بنوعيها، وله أن يتكيف ويتعايش معها حسب رغبته مهما كانت الظروف الملازمة، وهو ما يقرر أن يظل متمسكاً بها أو التخلي عنها للأفضل، وهذا يحتاج جهداً وإرادة فقط.
ورغم أن الحديث عن الطاقة السلبية وحده كافٍ ليكون محبطاً لبقية اليوم، إلا أنني قررت أن أكتب عنه لقناعتي بأن هذه الظاهرة منتشرة بيننا وأن هناك من يحمل هذه الطاقة وينثرها أينما يسير، وقد يكون لا يعلم بحاله، أو يغلب ظنه بأنه إنسان عادي، وقد لا يدري بنتائج ما يخرج من فمه من كلمات وتأثيرها على من حوله، وقد لا يدري بأن عينيه لم تعودا تبصران إلا المعيب في كل ما يراه، وقد لا يلحظ بأن الكثيرين انفضوا من حوله وابتعدوا عنه، ولو ركز قليلاً لوجد أنه أصبح إنساناً مُحبَطاً ومُحبِطاً، لا يكاد يرى الفرح مهما ظهر أمامه أو حتى لو كان جزءاً منها، اعتاد على رؤية الأشياء بغير مما تبدو عليه، أصبح يفسر كل الأمور بنظام المؤامرة فيمن حوله بل وكل العالم، وكأن الكرة الأرضية كلها قائمة ضده، وأي شيء يحدث يكون هو المقصود والمعني الوحيد فيه، حتى علة كورونا وجدت لتلاحقه وبسببه ومن أجله، السعادة بالنسبة له غير موجودة، والابتسامة فقط للسخرية، يلاحق نشرات الأخبار بين القنوات، حتى الأخبار السارة لا يستطيع التركيز عليها وقد لا يراها مطلقاً، متشائم دائماً لايرى في الغد أي جديد، نسي الضحكة وأسبابها، نسى السعادة وأبوابها، تقبَّل المرض دون أي مقاومة، استسلم للظروف، يعيش دور الضحية، لا يملك قراراته، فريسة لأي استفزاز من الصغار قبل الكبار، الصراعات الداخلية تمزقه وتأخذ جزءاً من صحته وحياته.
هل يكفي هذا؟ أم نحتاج مزيداً من هذه الطاقة وتبعاتها المؤلمة؟،
أعتذر عن عرض الصور السابقة، ولكن رغبتي بالحد من هذه الظاهرة بتقديم المساعدة لهؤلاء الأشخاص الأحباء ممن يحملون بعض أو كل هذه الصفات -طاقة سلبية واحدة كفيلة بتدمير الإنسان- جعلتني أكتب هذا المقال لنُقر ونعترف بوجود المشكلة حتى نستطيع تجاوزها والتغلب عليها. وصدقاً الانتقال من الطاقة السلبية الى الطاقة الإيجابية ليس مستحيلاً، بل يمكن لأي شخص أن يبدِّل متى ما أراد، وأجد الأمر الأصعب في مكاشفة الأمر للاعتراف بوجود الطاقة السلبية لدى الشخص، وعلينا تكرار المحاولة معه ولو تطلب الأمر التدخل عن طريق مختصين حتى يستجيب، فمتى ما أقر بها كانت الخطوة الأولى نحو الشفاء والإيجابية بإذن الله تعالى.