عندما نبحث عن التغير في أي سلوك إنساني، فلا بد أن يكون للإرادة والعزم أولوية لدينا، فلا يوجد أي نمو شخصي يحدث من تلقاء نفسه، إلا بوجود دافع قوي يحركنا نحو الأمام، ولا بد أيضاً من وجود خطة لكل منا للوصول الى تحقيق الأهداف وصولاً للنجاح.
يظن الكثيرون بأن العمل الجاد وحده يضمن النجاح، دون أن يكون هناك تطوير ونمو في الأداء، بداية أرجو أن نجيب على هذه الأسئلة: كيف يمكن أن تصبح أفضل فيما تقوم به؟ كيف يمكن أن تحسن علاقتك مع الآخرين؟ كيف تتغلب على الصعاب؟ هل الحل هو العمل بجد أكثر؟ أم العمل لوقت أطول؟ أم الانتظار أن تتحسن؟.
هناك فجوات تمنع من النمو وسلب الإرادة التي نحتاجها للاستمرار بالنجاح، أولها فجوة الافتراض بأننا سوف ننمو بشكل تلقائي، ولابدَّ من أن يأتي الوقت الذي تتوقف فيه عن انتظار الرجل الذي تريد أن تصبح عليه وتبدأ في أن تكون الرجل الذي تريد أن تكون عليه، فلا أحد يتطور مصادفة وعليك أن تطور نفسك. ثانياً فجوة المعرفة، لا أعرف كيف أنمو! من الأفضل أن تخطط لنموك بإرادتك، قرر بنفسك أين تحتاج أو تريد أن تنمو واختر ما تتعلمه بانضباط، ثالثاً فجوة التوقيت، ليس الآن وقت مناسب لأبدأ، كلما ماطلت في القيام بأمر ينبغي عليك القيام به الآن زاد احتمال عدم القيام به أبداً. رابعاً فجوة الخطأ، والخشية من ارتكاب الأخطاء، ما الذي ستجرب القيام به لو عرفت أنك لن تفشل. خامساً فجوة الكمال، يجب أن أجد أفضل طريقة للقيام بالأمر قبل أن أبدأ، ولكن لابد أن تبدأ إذا كنت تريد أفضل طريق والمزيد منه يتضح بمتابعة السير فيه. سادساً فجوة الإلهام، لا أشعر بالرغبة في فعل هذا لعدم قوة الدافع الذي لن يهبط عليك دون التحرك نحوه بإرادتك. سابعاً فجوة المقارنة، الآخرون أفضل مني، هناك الكثيرون من العظماء والإيجابيين الذين يمكنهم أن يشاركوك أفكارهم ويرشدوك من خلال خبراتهم وعليك أن تتعلم منهم. أخيراً فجوة التوقعات، الظن بأنه سوف يكون أسهل من ذلك، لا يوجد شخص ناجح يعتقد أن النمو يأتي سريعاً، أو أن التسلق الى القمة مسألة سهلة.
الناس يخلقون حظهم بأنفسهم! ومعادلته تكمن بالنمو+ التوجه الذهني+ الفرصة+ العمل (فعل شيء بشأن ما تريد)= حظ، وصدقاً لا يمكنك تغيير وجهتك بين عشية وضحاها، ولكنك تستطيع تغيير اتجاهك متى ما كنت تحظى بإرادة منضبطة نحو نموك الشخصي لتحقيق أهدافك وهذا سوف يغيرك لبقية حياتك.